من الأفضل عدم ترشح رئيس الدولة شمعون بيرس لولاية جديدة
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

  • عندما ترشح شمعون بيرس (84 عاماً) منافساً لرؤوفين (روبي) ريفلين على منصب رئاسة الدولة سنة 2007، سأله أحدهم عن تقدمه في العمر، فأجاب: ماذا يهمكم؟ ففي أبعد الاحتمالات ستجري بعد عامين أو ثلاثة جنازة رسمية. ومنذ ذلك الحين شهدنا العديد من الجنازات الرسمية، لكنها لم تكن لبيرس الذي لا يزال حياً يرزق، ولا يزال خطراً على الذين يتخوفون من خطواته السياسية.
  • في أيار/مايو 2014 من المنتظر أن ينتخب 120 عضو كنيست الرئيس الإسرائيلي المقبل في اقتراع سري تمخص دائماً عن مفاجآت مثل فوز كَتْساف على بيرس سنة 2000. لكن المعركة الآن لا تزال في ذروتها، ويبذل المرشحون الأساسيون جهوداً محمومة ممن أجل اقناع اعضاء الكنيست بالتصويت لهم، وهم يحاولون أيضاً التأثير على الصحافيين. لكن شبح شمعون بيرس يخيّم على هذا كله. ويبدو أن ما يخطط له بيرس وما سيفعله يشغل بال المرشحين، ويقال إنه يشغل بال رئيس الحكومة أيضاً، إذ على الرغم من إعلان بيرس بوضوح أنه لا ينوي تمديد فترة ولايته، إلا أنه من الصعب تصديق ذلك.
  • وعندما يكون المقصود شخصاً مثل بيرس، فمن المحتمل أن يكون يخطط كما يقدر البعض، للعودة إلى الحياة السياسية في سن الـ91 على رأس كتلة وسطية- يسارية.
  • لكن الأمرين لا أساس لهما، فتمديد مدة رئاسة الدولة يتطلب تعديلاً للقانون في الكنيست، ومن الصعب أن يحظى ذلك بأغلبية هناك، كما يجب ألا يحظى بها، لأن تعديل القانون على أساس شخصي أمر مرفوض من أساسه.
  • أما بالنسبة لعودة بيرس إلى الحياة السياسية، فسيكون هذا خطأ كبيراً بالنسبة إلى بيرس نفسه، لأنه سيعيده إلى ما كان عليه قبل وصوله إلى الرئاسة وسيصبح مكروهاً ومذموماً ومستهجناً من جانب كثيرين.
  • إلى جانب ذلك، ومع كل تمنياتنا له بالعمر الطويل والصحة الجيدة، إلا أنه من غير المقبول أن يكون من هو في سنه مرشحاً لرئاسة الحكومة من جانب كتلة سياسية ترغب في أن تكون بديلاً عن رئيس الحكومة الحالي. إن هذا أمر غير منطقي- لا عملياً ولا افتراضياً- ولا يمكن أن يحظى بموافقة جميع الأحزاب التي ستشكل هذه الكتلة. فإذا جرت الانتخابات في موعدها بعد أربعة اعوام، سيكون بيرس في سن الرابعة والتسعين، فهل سيترشح حينها لمنصب رئيس الحكومة؟
  • باختصار، من الصعب أن أصدق أن رئيس الحكومة نتنياهو يخاف، كما يقولون، من بيرس. فما الذي يخافه منه؟ فهو يستطيع أن يحبط اقتراح تمديد ولاية رئيس الدولة بسهولة في الكنيست، أما احتمال ان يترشح بيرس ضده في الانتخابات المقبلة وأن يشكل خطراً عليه، فحظوظ نجاحه توازي حظوظ أحمد طيبي في حال فعل ذلك.
  • ونأمل ألا يقوم نتنياهو نفسه فجأة بمبادرة لتمديد ولاية الرئيس لأنه يفضل بيرس داخل الخيمة من أن يكون خارجها. صحيح ان بيرس يزعج رئيس الحكومة بتصريحاته وتدخلاته في المجال السياسي، لكن عندما يصبح بيرس من دون ضوابط يفرضها عليه منصبه، فإنه يصير أسوأ بكثير في نظر رئيس الحكومة.
  • لقد أوجد بيرس شكلاً جديداً لرئاسة الدولة بموافقة رئيس الحكومة وأحياناً بمساعدته وبطلب منه، فهي لم تعد منصباً رمزياً من دون صلاحيات حقيقية له، بل أصبح الرئيس يتدخل في الموضوعات السياسية، ويقوم أحياناً بتمثيل رئيس الحكومة هنا وهناك. والمشكلة التي قد يواجهها نتنياهو مستقبلاً في أن أي رئيس دولة جديد سينتخب، سيحاول أن يحذو حذو بيرس ويتصرف بالطريقة عينها التي تصرف بها بيرس.