دعوات اليمين المتشدد إلى عودة الجيش إلى المناطق وإلغاء اتفاق أوسلو، تعكس رؤيا مضللة ووهمية
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- خلال الأشهر الأخيرة نجحت مجموعة صغيرة من أعضاء الكنيست من حزب الليكود، والتي تمثل اليمين المتشدد، في إلحاق الضرر الكبير بصورة إسرائيل، وذلك عبر سلسلة القوانين واقتراحات القوانين التي تقدمت بها، والتي فائدتها وتأثيرها ضئيلان مقارنة بالإساءة التي تسببت بها هذه القوانين لإسرائيل، والتشويه الذي لحق بصورتها كدولة ديمقراطية.
- وقرر أعضاء الكنيست هذه المرة برئاسة رئيس الائتلاف زئيف إلكين، ولدوافع أيديولوجية سياسية متطرفة، توجيه سهامهم ضد الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن العام، الأمر الذي سيؤدي إلى إضعاف قدرة هذه المؤسسات على الدفاع عن المواطنين الإسرائيليين في وجه الإرهاب.
- وتدعو الخطة الجديدة لمجموعة اليمين المتطرف إلى التذرع بتوجه الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة من أجل تفكيك السلطة الفلسطينية وإلغائها، فالحلم الذي يحلم به أعضاء هذه المجموعة هو إعادة الجيش الإسرائيلي إلى حي القصبة في نابلس وإلى شوارع جنين، معتقدين أنهم بهذه الطريقة سيقضون مرة واحدة، وإلى الأبد، على فكرة الدولة الفلسطينية، ويجعلون سيطرة إسرائيل على يهودا والسامرة تدوم إلى الأبد.
- إن هذه الفكرة هي فكرة وهمية ولا أساس لها من الصحة، وتدل على مدى انقطاع هذه المجموعة عن الواقع. وليس من الواضح ماذا سيحدث هذا الشهر في الأمم المتحدة، ولذا، فإن من المبكر تحديد رد إسرائيل، لكن الواضح هو أن آخر أمر يمكن أن تقدم عليه إسرائيل هو تفكيك السلطة الفلسطينية وإلحاق الضرر بالتنسيق الأمني بين الجيش الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية. فمثل هذه المحاولة سيزيد في عزلة إسرائيل، ويؤدي إلى الانقسام في المواقف داخل إسرائيل، ويجر علينا نتائج وخيمة العواقب.
- ويقف الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن العام سداً منيعاً في وجه هذه الأفكار الحمقاء التي يؤمن بها عدد من الوزراء الكبار. وقد سبق أن أوضح الجيش الإسرائيلي للمسؤولين السياسيين أهمية التنسيق الأمني مع السلطة، فهذا التنسيق برأيه، يساهم مساهمة فاعلة في استقرار الوضع الأمني في المنطقة الوسطى وفي الجبهة الداخلية في إسرائيل، كما أن أي ضرر يلحق به سيكون خطأً فادحاً.
- إننا نتمنى هذه المرة ألاّ يخضع رئيس الحكومة للأصوات المتشددة والضغوطات السياسية في حزبه وفي الائتلاف، وأن ينتهج سياسة موزونة ومسؤولة.