إسرائيل تعيش انحطاطاً في القيادة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·      إن آب/ أغسطس هو شهر العطل، أي الشهر الذي يغلق فيه السياسيون ورشهم من أجل الراحة والترفيه. لكنه في منطقتنا شهر مختلف عن أي مكان في العالم. فهو شهر حار ورطب، وخصوصاً في منظومة العلاقات السياسية الداخلية والخارجية. مثلاً، في منظومة العلاقات بين سورية وإسرائيل، هل يرغب البلدان في السلام أم يستعدان للحرب؟

·      جرت تدريبات عسكرية مكثفة على جانبي الحدود. وفي إسرائيل تدارسوا إمكان توزيع كمامات واقية، بينما واصلت سورية التزود بصواريخ بعيدة المدى. وفي موازاة ذلك أعلن حسن نصر الله أنه إذا شنت إسرائيل هجوماً "فسنواجهها بأنواع من الأسلحة ستفاجئها". وسرعان ما سربّت "مصادرنا العسكرية" التي لا تفوّت أي فرصة لتخويف الجمهور، أن في حوزة حزب الله سلاحاً متطوراً. وفي مقابل ذلك يهدد الوزير أفيغدور ليبرمان، وزير "الشؤون الاستراتيجية" وأحد الأركان المهمة في ائتلاف إيهود أولمرت، بأن على إسرائيل، في المواجهة المقبلة مع حزب الله، أن تدمر سورية وأن تضرب معامل تكرير النفط وبناها التحتية ومطارها وقصر الأسد ومباني الحكومة "كي نحطم الرغبة في الحرب لديهم، كما فعلت الولايات المتحدة بألمانيا".

·      بينما يهدد الجميع بعضهم بعضاً، ثمة من يتنزه. عمير بيرتس مثلاً شوهد في كازينو في لاس فيغاس. وأولمرت يجد نفسه في أسفل استطلاعات الرأي العام وفي ذروة تحقيقات بوليسية، وربما "يوصي" الفصل الختامي في تقرير لجنة فينوغراد بإقالته من رئاسة الحكومة. ولهذا فهو يشتبه في كل من يمكن أن يخلفه في المنصب. ولذا فهو يتنكر لآفي ديختر وتسيبي ليفني ومئير شيطريت وشاؤول موفاز الذين يستعدون للتنافس على زعامة حزب كديما.

·      علاوة على ذلك ليس هناك أساس واقعي للنبأ الذي أورده شمعون شيفر ("يديعوت أحرونوت") عن وجود مبادرة للتوصل إلى اتفاق مبادىء على حل دائم مع أبو مازن. بالمقارنة مع مناحيم بيغن الذي أخلى شبه جزيرة سيناء كلها، ومع أريئيل شارون الذي فكك 23 مستوطنة، فإن أولمرت نقل بصعوبة بالغة عائلتين من الخليل. وشريكه إيهود باراك يعتقد بعدم وجود شريك يمكننا التوصل معه إلى اتفاق على الحل الدائم, وأنه في جميع الأحوال يتطلب الأمر خمسة أعوام على الأقل لإعداد الجيش الإسرائيلي من أجل الوقوف على قدميه.

إن إسرائيل تعيش عهد انحطاط القيادة، من حيث المستوى أو من حيث الحافز أو القدرة على وضع حد للاحتلال. يقول مثل صيني قديم: "عندما يصير ظل الأشخاص الصغار كبيراً فتلك إشارة إلى أن الشمس تغيب". هذا هو واقعنا، والدليل أن آب/ أغسطس يكاد ينتهي من دون سلام ومن دون حرب، ولكن مع صاروخين أو ثلاثة صواريخ قسّام يومياً، ومع الكثير من البالونات الساخنة في الجو.