· بشرنا شمعون شيفر في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أمس بأن إيهود أولمرت وأبو مازن يتفاوضان سراً بشأن مسائل تتعلق بالحل الدائم بين إسرائيل وفلسطين. ومن الجيد معرفة أن المحادثات بشأن هذه المواضيع الحساسة لم تنته بانفجار، كما انتهت محادثات إيهود باراك وياسر عرفات في كامب ديفيد.
· كل رؤساء الحكومات الذين سبقوا أولمرت، ما عدا باراك، خافوا من البحث في قضية الحل الشامل خوفهم من الموت. وهم لم يخافوا من المحادثات وإنما من الثمن. وكان الأكثر فظاظة بينهم أريئيل شارون.
· أولمرت هو رئيس حكومة بكل معنى الكلمة، لكنه رئيس حكومة مع وقف التنفيذ. فهو يخوض حرباً يائسة ضد لجنة الفحص التي عينها (لتقصي وقائع الحرب على لبنان) مخافة أن تكون هذه اللجنة تخطط لإطاحته. والأمر الوحيد الذي يمكن قوله عن أولمرت هو أن لديه روحاً قتالية وقدرة على البقاء.
· خلافاً لشارون الذي نفذ عملية الانفصال فإن أولمرت لا يحظى بدعم شعبي عام تلقائي. وفي ظل ظروف كهذه فإن المتوقع هو أن يعرض أولمرت اتفاق المبادئ بشأن الحل الدائم على الجمهور في إسرائيل قبل عرضه على أعضاء الكونغرس الأميركي وقبل أن يتفق بشأنه مع أبو مازن، الذي يعتبر ضعفه نقطة قوته الوحيدة.
· إذا كان أولمرت راغباً في أن يساعد أبو مازن يتعين عليه أولاً أن يقنع إيهود باراك. وقد حان الوقت لكي يقيم رئيس الحكومة ووزير الدفاع مطبخاً سياسياً يضمن الشراكة إبان الأزمات. في وسع أولمرت وباراك أن يمنحا الكثير لسكان الضفة الغربية الذين يأمل أبو مازن بنيل تأييدهم. من أجل التوصل إلى اتفاق تاريخي بين إسرائيل وفلسطين يجب أن يكون هناك من يؤمن به بكل جوارحه، ويدفعه قدماً بكل ما أوتي من قوة. ولمزيد الأسف فإن المفاوضات بين أولمرت وأبو مازن تجري بين شخصين غير مؤمنين بذلك.