زيادة المساعدات المالية الأميركية لإسرائيل لتمكين اقتصادها مقابل التهديدات الناشئة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

وقعت إسرائيل والولايات المتحدة أمس مذكرة التفاهمات الأمنية المتعلقة بزيادة المساعدات الأمنية لإسرائيل. وفي إطار الاتفاق الجديد سيحول إلى إسرائيل خلال العقد المقبل مساعدات تبلغ قيمتها 30 مليار دولار.

ولا تضع مذكرة التفاهمات قيوداً على إسرائيل لجهة طريقة استخدام الأموال. وفي المؤتمر الصحافي الذي عقد بعد مراسم التوقيع قال نائب وزيرة الخارجية الأميركية نيكولاس بارنز إن "الاتفاق لا يحتوي على أية شروط ولم نربط المساعدات بأي موضوع آخر كالتقدم [في مفاوضات التسوية] مع الفلسطينيين".

وسيحول المبلغ الأول من المساعدات، البالغة قيمته 2,55 مليار دولار إلى إسرائيل في تشرين الأول أكتوبر 2008. ويشكل هذا المبلغ زيادة تعادل 150 مليون دولار بالمقارنة مع العام السابق. وسيزداد هذا المبلغ سنوياً حتى يصل إلى 3,1 مليار دولار في العام 2013. علاوة على ذلك، سيكون باستطاعة إسرائيل تحويل 26,3% من هذا المبلغ إلى الشيكل وبالتالي شراء معدات أمنية من الصناعات الأمنية الإسرائيلية.

وعلى حد قول بارنز، فإنه يوجد للولايات المتحدة مصلحة واضحة في تعزيز أمن إسرائيل: "إن الولايات المتحدة تفهم أن المنطقة التي توجد فيها إسرائيل تتحول إلى منطقة خطرة للغاية. إن إسرائيل والدول المعتدلة في المنطقة تواجه تعاظم القوة الإيرانية، أكان ذلك لجهة برنامجها النووي أو لجهة الأسلحة التقليدية. هناك محور من التعاون بين إيران وسورية وحزب الله والجهاد الإسلامي وحماس مسؤول عن العنف في المنطقة. إن إيران تقدم المساعدات لحماس وحزب الله والإرهابيين الشيعة في العراق. لهذه الأسباب كلها فإن إسرائيل القوية هي مصلحة أميركية".

وخلال مراسم توقيع الاتفاق قال حاكم بنك إسرائيل (ستانلي) فيشر إن هذه المساعدات "لها أهمية استثنائية، وهي تشهد على [متانة] العلاقات بين البلدين وعلى التزام الولايات المتحدة بالمحافظة على التفوق النوعي لإسرائيل". وأشار فيشر إلى أن نحو 20% من الناتج القومي الإجمالي لإسرائيل مخصص للأمن، وأن المساعدات ستمكّن إسرائيل من مواصلة إدارة اقتصاد نمو سليم مقابل التهديدات الناشئة.

بالإضافة إلى ذلك أكد بارنز (معاريف، 16/8/2007) أن "السلام مرهون بوجود إسرائيل قوية، وعلى الدول العربية أن تعلم أننا نعزز قوة الدول التي تتطلع إلى السلام". وعلى حد قوله، فعلى الرغم من جدول الأعمال الواضح الذي تحاول الولايات المتحدة فرضه على المنطقة، فإن أموال المساعدات الخارجية غير مشروطة ولن تشكل أداة لممارسة تأثير معيّن على إسرائيل في ما يتعلق بتقرير مستقبلها في المنطقة.