من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· هكذا ستبدو الحرب المقبلة بحسب وزير الدفاع إيهود باراك: "انتصار واضح لا يقبل التأويل، سريع وحاسم داخل أراضي العدو بأضرار قليلة للجبهة الداخلية. وسيتحقق الانتصار بفضل منظومة دفاع متعددة المستويات لإسقاط الصواريخ والقذائف من جميع الأصناف وتحسين قدرات المناورة لدى الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك تحصين الآليات القتالية المدرعة وتطوير ذراع إسرائيل الطويلة. وسيبقى جنود الاحتياط العمود الفقري لقوة الحسم الإسرائيلية".
· هذه الأقوال صدرت عن باراك في خطاب علني ألقاه في حفل منح جوائز أمن إسرائيل في يوم الثلاثاء الماضي، بعد أن عاد من قيادة المنطقة الشمالية ببضع ساعات. لم يتطرق إلى ساحة معينة لكن السياق الراهن يوحي بالتأكيد أن المقصود هو الساحة السورية. إن ضباط الاستخبارات السورية سيستنتجون من أقوال باراك أن الحسم الذي يسعى إليه وزير الدفاع الإسرائيلي في الحرب التي ستدور داخل أراضي سورية سيلقى على كاهل سلاح الجو، "الذراع الإسرائيلية الطويلة"، وعلى الوحدات المدرعة التي ستكون دباباتها ومجنزراتها محصنة تجاه السلاح المضاد للدبابات الموجود في حوزة الجيش السوري. وإذا كان باراك يعزو أهمية كبيرة لتجنيد الاحتياط في حسم المعركة فإن الانتصار الإسرائيلي مرهون بتجنيد تشكيلات الاحتياط.
· هذه الأسرار كافة كشفها باراك. وعلاوة عليها كشف أيضاً عن دلالتها التي تعني أن الجهة التي ستكون نشيطة وتهاجم أولاً ستحظى بأفضلية مصيرية.
· إن استراتيجيتي الطرفين السوري والإسرائيلي مختلفتان ـ الاستراتيجية السورية موجهة للمس بالجبهة الداخلية الإسرائيلية، ربما من خلال تقاسم الأدوار مع حزب الله، بينما يجب على الاستراتيجية الإسرائيلية أن تكون موجهة ضد مؤسسات النظام الحاكم في دمشق. سورية ترغب بحرب سريعة لمدة يوم واحد أو يومين يتم بعدها التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من أجل أن لا يميل ميزان الإنجازات العسكرية في غير صالحها. وأي نتيجة تكون أدنى من هزيمة ساحقة ستُعتبر من ناحيتها "الإنجاز المطلوب" وتحقيقاً لأهداف الحرب. ولكي تسرّع التدخل الدولي لوقف القتال يمكن أن تستخدم سورية السلاح الكيماوي، إمّا فعلاً أو عبر تهديدات تلميحية. أما إسرائيل فترغب بحسب أقوال باراك في "انتصار سريع"، وهو أمر يختلف عن وقف إطلاق النار السريع. غير أن المشكلة الإسرائيلية الحقيقية هي أن التوتر الذي يخلق مناخاً شبه حربي أو مناخاً قد يوحي بأننا على شفا الحرب يخدم الهدف الاستراتيجي السوري، تماماً مثل الحرب نفسها. ففي نهاية الأمر ستتجدد المفاوضات وأي طرف في العالم، بما في ذلك واشنطن، لن يؤيد استمرار الرفض الإسرائيلي للتفاوض.