نتنياهو قام بزيارة مفاجئة للأردن والتقى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

بعد انقطاع دام أكثر من عام لم يلتق خلاله رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والعاهل الأردني الملك عبد الله أو يتحدثا هاتفياً، قام نتنياهو بزيارة لعمّان أمس حيث عقد لقاء مع الملك. وعلى ما يبدو، فإن اللقاء هدف إلى محاولة ترميم الثقة بين الزعيمين، وإقناع الملك عبد الله بممارسة الضغط على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لبدء مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، وذلك عشية الاجتماع الذي ستعقده جامعة الدول العربية نهار الخميس في القاهرة.

وقال بيان صدر عن القصر الملكي الأردني إن الملك عبد الله ورئيس الحكومة نتنياهو بحثا في سبل إيجاد مناخ ملائم لبدء مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، تتناول جميع قضايا الحل النهائي الجوهرية من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للبقاء على التراب الوطني الفلسطيني، وتعيش إلى جانب إسرائيل بسلام وأمن.

ودعا الملك نتنياهو إلى الامتناع من القيام بخطوات أحادية الجانب من شأنها وضع صعوبات في طريق الحل القائم على دولتين للشعبين. وعلى ما يبدو، فإن الملك قصد بذلك الأنشطة التي تقوم بها إسرائيل في القدس الشرقية. وقال الملك أيضاً إنه يجب استغلال الفرصة الحالية من أجل تحقيق السلام الذي يمثل مصلحة استراتيجية للأطراف كافة.

وجاء في بيان صدر عن رئيس الطاقم الإعلامي في ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية نير حيفتس أن اللقاء الذي استمر أكثر من ساعتين تمحور حول ضرورة دفع السلام والأمن والازدهار في المنطقة إلى الأمام، وأن الزعيمين تباحثا في ضرورة إجراء مفاوضات مباشرة وفاعلة وجادة بين إسرائيل والفلسطينيين في الموضوعات كافة، من أجل التوصل إلى حل سلمي دائم وقابل للبقاء يقوم على دولتين للشعبين.

ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني رفيع المستوى قوله إن اللقاء تم في سياق الجهود الكبيرة التي تبذلها الإدارة الأميركية لتخفيف التوتر بين البلدين، وإن نتنياهو أكد أمام الملك عبد الله أنه في حال تم الاتفاق على ترتيبات أمنية ملائمة في إطار المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، فإنه سيكون على استعداد للتوصل إلى حل نهائي بشأن القضايا الجوهرية كافة. وقد قال نتنياهو للعاهل الأردني: "وهناك حاجة إلى اتفاق يمكن أن يصمد في حال نشوء جبهة شرقية مجدداً من ناحية العراق. يوجد في الشرق الأوسط رمال متحركة وأوضاع متغيرة، وثمة حاجة إلى ترتيبات تصمد أمام هذه التغيرات. إذا حصلتُ على ذلك، فسيكون في استطاعتي الذهاب بعيداً في اتفاق مع الفلسطينيين".

وخلال اللقاء تم البحث أيضاً في التعاون المدني بين البلدين، واتفق نتنياهو مع الملك على إرسال رئيس المجلس الاقتصادي الوطني يوجين كاندل إلى عمّان من أجل إجراء محادثات بشأن التعاون الاقتصادي.

وفي كلمة ألقاها نتنياهو في حفل أقيم في كلية أرجاء الأمن القومي في القدس في وقت لاحق من نهار أمس، قال: "قلت للملك إننا سنقوم بربط دولة إسرائيل بشبكة طرق وسكك حديد، وإننا سنبدأ ببناء سكة حديد من حيفا إلى غور الأردن. وقال الملك عبد الله: نحن أيضاً نبني سكة حديد إلى تلك المنطقة، فلنربطهما معاً". وتابع نتنياهو: "تحدثنا عن خط سكة الحديد الجنوبي بين إيلات وأسدود، وقلت إنه لا يوجد سبب يمنع أن يكون مسار الخط إيلات - العقبة - أسدود".