من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
أصدرت المحكمة المركزية في حيفا بعد ظهر أمس (الخميس) أحكاماً بالسجن الفعلي بحق ستة شبان عرب من مدينة شفاعمرو [الجليل] بعد أن أدانتهم بقتل الجندي الإسرائيلي عيدان نتان زاده عقب قيامه بارتكاب عملية إرهابية في هذه المدينة سنة 2005 أدت إلى مقتل أربعة أشخاص من أبنائها.
وقررت المحكمة الحكم بالسجن الفعلي لمدة عامين على كل من نعمان بحوث وباسل قادري وجميل صفوري، وبالسجن الفعلي لمدة 20 شهراً على باسل خطيب، بعد أن أدين هؤلاء الأربعة بالشروع في القتل غير العمد، والاعتداء على أفراد من الشرطة الإسرائيلية. كما قررت الحكم بالسجن الفعلي لمدة عام ونصف العام على فادي نصر الله وبالسجن الفعلي لمدة 11 شهراً على أركان كرباج، بعد أن أدينا بإلحاق الأذى والاعتداء على أفراد من الشرطة.
وحكمت المحكمة على منير زقوت بالسجن مع وقف التنفيذ لمدة 8 أشهر بعد أن أدانته بالاعتداء على أفراد من الشرطة وعرقلة مهمتهم.
وقررت المحكمة تعليق تنفيذ الأحكام لمدة 45 يوماً بهدف تمكين محامي الدفاع أو النيابة الإسرائيلية العامة من تقديم طلبات استئناف على قرارات العقوبة إلى المحكمة الإسرائيلية العليا.
وجرت خارج قاعة المحكمة تظاهرة تأييد للشبان المُدانين، كما وقعت بعد صدور قرارات العقوبة بحقهم مواجهات بين أفراد الشرطة وعدد من المتظاهرين تم خلالها اعتقال 9 أشخاص على ذمة التحقيق.
وكان نتان زاده فتح النار داخل حافلة في شفاعمرو ما أدى إلى مقتل أربعة من ركابها، وإصابة 22 شخصاً آخرين بجروح، وجميعهم من سكان المدينة. وقام سكان غاضبون من المدينة بقتله في موقع الحادث بينما كانت الشرطة الإسرائيلية تحاول التدخل.
وقالت مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة في وقت لاحق إن نتان زاده، وهو جندي فار من الجيش الإسرائيلي عمره 19 عاماً ومستوطن في إحدى مستوطنات الضفة الغربية، كان يسعى على ما يبدو إلى تأجيج المواجهات بين العرب واليهود في محاولة لعرقلة تنفيذ خطة الانفصال عن قطاع غزة سنة 2005.
وسبق أن أدانت المحكمة المركزية في حيفا يوم 29 تموز/ يوليو الفائت أربعة من الشبان في شفاعمرو بالشروع في القتل واثنين بالتسبب بإصابات خطرة، وأدانت شاباً سابعاً بالاعتداء بالضرب وتعطيل ضابط شرطة عن أداء مهمته. وفور انتهاء جلسة المحكمة عقد رئيس بلدية شفاعمرو أمين عنبتاوي مؤتمراً صحافياً اشترك فيه ممثلو لجنة المتابعة العليا لشؤون المواطنين العرب في إسرائيل، تناول قرار المحكمة وسُبل الرد عليه، وأعلن فيه رفض المواطنين العرب القرار قائلا: "إننا نؤكد من جديد أن المحاكمة سياسية منذ بدايتها، ولذا فهي مرفوضة ويجب أن تكون ملغاة. ومدينة شفاعمرو بأهلها ضحية اعتداء إرهابي. نحن لم نعتدِ على أحد، وإنما جاء إرهابي ليقتلنا لأننا عرب ليس إلا".
وأضاف أن الإنجاز الأكبر في ظل هذه المحكمة هو "وحدة شعبنا في هذه الديار بمختلف أطيافه كما تجلت بأنصع صورها، وأثبتت في هذه القضية أننا شعب واحد موحد".
وأعلن أن المجلس البلدي سيعقد اجتماعاً خاصاً بعد يومين باشتراك ممثلي شتى الأحزاب وطاقم المحامين واللجنة الشعبية للدفاع عن الشبان المُدانين لبحث الخطوات المستقبلية، مؤكداً دعم المُدانين مادياً ومعنوياً.