بعد الاتفاق مع إيران يجب أن نعرف كيف ندافع عن أنفسنا
تاريخ المقال
المصدر
- يعتمد وجود إسرائيل على مبدأ أساسي، مثلها مثل الأمم الأخرى، وهو أنها لم تأت إلى العالم لتكون حجر شطرنج. وقد بنت إسرائيل قدرة عسكرية كبيرة منعت وقوع الحرب، واستطاعت هذه القدرة أن تثبت جدارتها أكثر من مرة، والدليل على ذلك تخلي الدول العربية عن استخدام القوة العسكرية بعد حرب يوم الغفران [تشرين الأول 1973].
- لكن هناك أوضاعاً مثل تلك التي نشهدها هذه الأيام، من الممكن أن تضطر إسرائيل فيها إلى استخدام القوة بصورة فعلية وليس كعامل ردع. إن الاتفاق الخطر والسيئ [مع إيران]، حتى مع وجود الإرادة الحسنة للتوصل إلى تفاهمات دبلوماسية من طريق الضغوط الاقتصادية، يفرض إظهار الجانب العسكري في كامل قوته.
- لقد شهدنا مثل هذا السيناريو من قبل، ففي 30 أيلول/سبتمبر 1980 قصفت طائرتا فانتوم إيرانيتان مفاعل تموز النووي في العراق، لكن ذلك أدى إلى إصابة المفاعل بأضرار طفيفة فقط. كما لم تنجح محاولة قام بها الموساد الإسرائيلي، في تخريب المفاعل العراقي. حينئذ قرر رئيس الحكومة مناحيم بيغن قصف المفاعل في أعقاب تقديرات رجحت تقدم العراق بوتيرة سريعة نحو التزود بقنبلة نووية. وقد واجه رئيس الحكومة يومها عقبات تمثلت بوزير الدفاع آنذاك عيزر وايزمن وآخرين. وسبقت العملية ثلاث سنوات من المحاولات الديبلوماسية مع الولايات المتحدة لكنها باءت بالفشل.
- واليوم، عندما يكون المطروح في كفة الميزان سقوط بضع عشرات وربما مئات من القتلى نتيجة رد إيراني محتمل [على هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية]، وفي الكفة الأخرى سقوط نحو 20 ألف قتيل من جراء قنبلة نووية، تأتي أميركا الكبيرة وأوروبا المتحضرة وتقولان لليهود أنه من الأفضل أن لا تحركوا ساكناً.
- إن التاريخ مليء بالأمثلة التي تدل على أنه عندما تدافع إسرائيل عن نفسها، فإن النتائج تكون جيدة جداً بالنسبة لليهود، خاصة على المدى البعيد. وفي الواقع، تملك إسرائيل قدرة عسكرية كبيرة في البر والجو والبحر قادرة على أن تؤجل لسنوات عديدة نية إيران إزالتنا من رقعة الشطرنج الدولية.