تراجع مكانة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط غير مرتبط بسياستها إزاء القضية الفلسطينية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

 

  • يدعي كثيرون ولا سيما من أصدقاء الولايات المتحدة أن حل النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني يشكل المفتاح لتحسين مكانة هذه الدولة العظمى لدى الدول العربية وبين أوساط المسلمين في العالم أجمع. وبموازاة ذلك يحذّر كثيرون الإدارات الأميركية، بما في ذلك الإدارة الحالية، من أن سياستها المنحازة إلى إسرائيل تلحق أضراراً فادحة بها. وقد تكرّر هذا التحذير في الآونة الأخيرة في كل ما يتعلق بالموضوع الإيراني.
  • غير أن أحداث العامين الأخيرين في منطقة الشرق الأوسط تدحض الفرضية التي تدعي أن مكانة الولايات المتحدة في العالم العربي تتأثر أساساً بسياستها تجاه النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني. وفي خضم ولاية الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما، الذي يميل كثير من المقربين منه إلى تبني فكرة أن الطريق إلى قلوب العرب تكمن في حل عادل للنزاع، تجد الولايات المتحدة نفسها في الحضيض ومن دون أي عمود فقري في العالم العربي. ولا توجد أي صلة قطّ لهذا الوضع بالنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني.
  •  ففي مصر خسرت الولايات المتحدة تأييد الجيش والسلطة الحاكمة والجمهور لا بسبب القضية الفلسطينية بل من جرّاء عدم الفهم العميق لسيرورات داخلية إلى جانب التمسك بقيم وخطاب معزولين عن الواقع. وكانت النتيجة البائسة أن كثيرين في مصر ما عادوا يرون أن الولايات المتحدة هي رمز الحرية، ولا يثقون بأنها حليفة صادقة. كما يتحفظ عرب ومسلمون كثيرون في العالم من عجز الولايات المتحدة عن مواجهة أعمال القتل في سورية، بل إن عدداً من حلفاء الولايات المتحدة مثل السعودية والأردن ودول الخليج يعيد التفكير بعلاقاته مع واشنطن ويشكّك بقدرتها على مواجهة قوى إسلامية متطرفة.
  • صحيح أن حل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني من شأنه أن يزيل جزءاً من الغضب على الولايات المتحدة في أوساط العرب الذين خاب أملهم منها، لكن من الصعب القول إن التوصل إلى اتفاق سلام إسرائيلي- فلسطيني هو المفتاح لتحسين مكانة الولايات المتحدة التي تضعضعت كثيراً في المنطقة.
  • في الوقت عينه، فإن هذا الواقع المثير للقلق يجب ألا يُفسر في القدس تفسيراً خطأً كما لو أن عملية السلام ثانوية في منطقتنا بل على العكس، فإن ضعف الولايات المتحدة في الشرق الأوسط يلزمنا أن نتقدم بتصميم أكبر نحو التسوية سعياً لإقامة علاقات أفضل مع دول عربية مثل السعودية ومصر والأردن. إن التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين قد لا يُحسن مكانة الولايات المتحدة في المنطقة لكنه يبقى عظيم الأهمية بالنسبة إلى إسرائيل.