من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· في الوقت الذي لا يفوّت الرئيس السوري بشار الأسد أي فرصة لدعوة إسرائيل إلى توقيع اتفاق سلام مع بلده، فإن لجنة الكنيست صادقت، أول من أمس، على مشروع قانون يمنع الحكومة من إقرار الانسحاب من هضبة الجولان والقدس الشرقية من دون إجراء استفتاء عام، ومن دون تأييد 61 عضو كنيست هذا الانسحاب. وينتظر مشروع القانون هذا عملية إقراره نهائياً في القراءتين الثانية والثالثة.
· وعلى ما يبدو فإن مشروع القانون هذا هو رد إسرائيل على تصريحات الأسد الداعية إلى السلام. وفي حال موافقة الهيئة العامة للكنيست عليه، فإن أي رئيس حكومة في إسرائيل، مهما كانت شجاعته أو إصراره على تحقيق السلام، سيواجه صعوبة كبيرة في دفع اتفاق سلام مع سورية قدماً.
· إن اتفاق السلام مع سورية يبدو ممكناً في الآونة الأخيرة أكثر من أي مرة سابقة، ذلك بأن تصريحات الأسد بهذا الشأن أصبحت واضحة وحازمة، وهو يكررها المرة تلو الأخرى، سواء على مسامع العالم الغربي، أو على مسامع العالم العربي. قد لا تكون تصريحاته تعكس نياته الحقيقية، لكن كان على إسرائيل أن تضعها على المحك، إلا إنها بدلاً من ذلك تتجاهلها بصورة فظة، ولا يكلف الناطقون باسمها أنفسهم عناء التطرق إليها، فضلاً عن أنه لا تجري، على حدّ علمنا، أي أنشطة دبلوماسية جادة من وراء الكواليس لدفع مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع سورية.
· في الوقت نفسه، فإن شروط السلام مع سورية، خلافاً لشروط السلام مع الفلسطينيين، هي شروط واضحة للغاية، وفي صلبها السلام الكامل في مقابل الانسحاب الكامل من الجولان، ولذا، فإن أي مفاوضات بين الجانبين يمكن أن تكون قصيرة وذات جدوى، ولا تتطلب منهما أكثر من النيات الطيبة والجادة.
· لا شك في أن فوائد السلام مع سورية بالنسبة لإسرائيل أغلى من الذهب، بدءاً بالمصالحة مع إحدى أكبر وأخطر الدول المجاورة لها، مروراً باحتمال أن تضعف العلاقة بين سورية وإيران وحزب الله، وانتهاء بتغير مكانة إسرائيل الدولية من الناحية الاستراتيجية. ويمكن الافتراض أيضاً أن بدء المفاوضات السلمية مع سورية، التي تستضيف قيادة حركة "حماس"، سيدفع إلى الأمام عملية الإفراج عن [الجندي الإسرائيلي الأسير لدى "حماس"] غلعاد شاليط.
مع فوائد واحتمالات كهذه كان يتعين على إسرائيل أن تبذل أقصى الجهود لدرس تصريحات الأسد على وجه السرعة، إلا إن مشروع القانون المذكور في حال إقراره سيضع عقبة أخرى في طريق بدء المفاوضات، وسيكون بمثابة إشارة واضحة إلى سورية فحواها أن إسرائيل غير معنية بالسلام معها. وفي ظل أوضاع كهذه، سيكون الرئيس الأسد مضطراً فيها إلى اليأس من احتمالات السلام، بينما تقوم إسرائيل بدفعه نحو التطرف والعنف، مما سيجعل الشرق الأوسط أكثر خطورة وقابلية للانفجار. وبناء على ذلك، فإن قانون الاستفتاء العام لا يعتبر غير ضروري فحسب، بل أيضاً خطر للغاية.