أول زيارة لرئيس حكومة اليونان لإسرائيل منذ 30 عاماً
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

على خلفية الأزمة الحادة التي تمر بها العلاقات بين تركيا وإسرائيل، وبعد مرور بضعة أيام على قضية الأسطول الليبي للمساعدات الإنسانية إلى غزة، يقوم رئيس الحكومة اليونانية جورج باباندريو بزيارة للقدس هي الأولى من نوعها لرئيس حكومة يونانية منذ 30 عاماً.

ويصل باباندريو يوم الأربعاء المقبل يرافقه وزير الخارجية اليوناني ديمتريس دروشاس، في زيارة لمدة يومين يزور خلالهما إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وسيلتقي رئيس الحكومة اليونانية الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان. أما وزير الدفاع إيهود باراك الذي سيكون خلال الزيارة في الولايات المتحدة، فقد سبق أن التقى باباندريو قبل ثلاثة أسابيع في مؤتمر الاشتراكية الدولية الذي عقد في نيويورك.

وتأتي زيارة باباندريو على خلفية الانخراط اليوناني المتزايد في شؤون الشرق الأوسط، فعدد من أساطيل المساعدات إلى غزة، بما فيها الأسطول الليبي انطلق من الموانىء اليونانية. وقبل انطلاق الأسطولين التركي والليبي، جرت لقاءات مكثفة بين إسرائيل واليونان للبحث في كيفية منع انطلاق هذه الأساطيل أو عرقلة مجيئها والحؤول دون خرقها الحصار البحري المفروض على غزة وإجبارها على التوجه بطريقة منظمة إلى مرفأ أشدود أو مرفاً العريش.

وسيشكل الوضع في غزة الموضوع الأساسي للمحادثات التي سيجريها باباندريو في إسرائيل. وكانت الحكومة اليونانية قد أثنت على قرار الحكومة الإسرائيلية رفع الحصار عن دخول البضائع المدنية إلى غزة، معتبرة أن القرار هو خطوة في الاتجاه الصحيح. كما أعرب اليونانيون عن رغبتهم في رؤية خطوات إسرائيلية إضافية تخفف من الحصار، مشددين على إمكان تصدير منتوجات من غزة إلى الخارج.

أمّا الموضوع الآخر الذي ستدور المحادثات بشأنه فهو الأزمة التي تمر بها العلاقات الإسرائيلية ـ التركية. ففي إطار السياسة التي ينتهجها رئيس الحكومة التركية للمحافظة على علاقات جيدة بين تركيا وجيرانها، سعى أردوغان لتقليص التوتر مع اليونان. كما عمل رئيس الحكومة اليونانية منذ استلامه منصبه في تشرين الأول/ أكتوبر 2009 على تحسين العلاقات مع تركيا، وكانت أنقرة هي المحطة الثانية التي زارها بعد قبرص.

وعلى الرغم من ذلك فإن باباندريو يشعر بالقلق الشديد إزاء السلوك الإقليمي التركي خلال العام الأخير، ولا سيما تجاه إسرائيل، وإزاء ازدياد قوة الأطراف الإسلامية المتشددة في تركيا. وقد سبق أن تحدث رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في الموضوع التركي مع باباندريو خمس مرات في الأشهر الأخيرة، وخصوصاً بعد أحداث سفينة "مرمرة".

وكانت العلاقات بين اليونان وإسرائيل قد اتسمت لأعوام طويلة بالتوتر، بسبب الموقف النقدي الذي وقفه اليونان من إسرائيل في الموضوع الفلسطيني. لكن العلاقات الشخصية الحارة لباباندريو بالرئيس بيرس وبرئيس الحكومة نتنياهو، ساهمت في عودة الحرارة إلى العلاقات بين الدولتين.