· عندما تنهار المؤسسة السياسية، وتبدو ولاية رئيس الحكومة كأنها توشك أن تنتهي، فإن ضعف الانضباط ينتاب كبار الوزراء. وبناء على ذلك، يبدأ كل وزير منهم يثرثر بكل ما من شأنه أن يعود عليه بالفائدة في حرب وراثة الزعيم.
· يصعب أن نعثر على فائدة حقيقية في التصريحات التي أطلقها [وزير المواصلات] شاؤول موفاز، بشأن وجوب قيام إسرائيل بمهاجمة إيران، باستثناء تسجيل بضع نقاط لمصلحته في أوساط المنتسبين إلى حزب كاديما، وذلك في سياق صراعه السياسي مع [وزيرة الخارجية] تسيبي ليفني.
· إن تصريحات موفاز تنطوي على ضرر ملموس وواضح، علاوة على ما تسببت به من ارتفاع لأسعار النفط. أولاً، هذه التصريحات تجعل إسرائيل تتصدر الجهود الدولية الرامية إلى منع إيران من إنتاج قنبلة نووية، في حين تقتضي المصلحة الإسرائيلية العليا أن تبلور الولايات المتحدة تحالفاً دولياً لمثل ذلك الهجوم. ومن شأن الكلام الإسرائيلي الزائد أن يجعل بلورة مثل هذا التحالف صعباً.
· حتى لو كان موفاز يعتقد أن احتمالات بلورة تحالف دولي ضد إيران قد تلاشت، وأنه يتعين على إسرائيل أن تشن هجوماً في نهاية المطاف، فإن هجوماً كهذا هو عملية عسكرية شديدة التعقيد، ومن الأفضل أن تستعد إسرائيل لها من دون جعل الإيرانيين يرفعون حالة التأهب، تماماً كما فعلت عندما هاجمت منشآت نووية في سورية قبل تسعة أشهر، من دون أن تهدد بشن هجوم كهذا.
· عندما كان يطرح سؤال بشأن التصرف الإسرائيلي في الموضوع الإيراني، خلال فترة [رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق] أريئيل شارون، كان كبار الوزراء يلتزمون جانب الصمت. غير أن رئيس الحكومة الآن هو إيهود أولمرت، وعلى ما يبدو فإن كبار وزرائه ما عادوا يحسبون له حساباً.