على إسرائيل أن تكون قوية في مواجهة قرار الأمم المتحدة الاعتراف بالدولة الفلسطينية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 

  • تملك إسرائيل خمس غواصات، ولديها أكثر الطائرات تطوراً في العالم، ووفقاً للمصادر الأجنبية فإنها تملك سلاحاً نووياً أيضاً. لكن على الرغم من ذلك، فإن أي عربي مسلح بسكين يمكنه أن يثير الهلع في شوارع تل أبيب. فمع أن لدينا أكثر الجيوش وأجهزة الاستخبارات تطوراً في العالم، إلاّ إن هذا لم يمنع المخربين من نصب كمين على الطريق المؤدي إلى إيلات، وإيقاع ضحايا وأخذنا على حين غرة.

.......

  • إن استخدام العنف المنخفض المستوى هو الذي يملي علينا نمط حياتنا، ويكفي أن نرى كيف تؤثر التحذيرات الاستخباراتية من العمليات الإرهابية في حياة الناس الذين اعتادوا استخدام الطريق السريع إلى إيلات، ذلك بأن المخربين قادرون على استنزافنا بواسطة أسلحة بدائية.

     
  • نستقبل أيلول/سبتمبر في ظل شروط غير مريحة. فقد تعب العالم من إسرائيل، وسواء جرت غداً تظاهرة المليون في تل أبيب [التي دعت إليها قيادة حركة الاحتجاج المطلبي] أو لم تحدث، فإن الجمهور الإسرائيلي تعب من قادته، ومن انعدام العدالة في توزيع الأعباء الاقتصادية والأمنية.

     
  • يتزايد لدينا الإحساس بعودة الإرهاب مترافقاً بالادعاءات من جميع أنحاء العالم بأننا لم نستغل الوقت من أجل التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين. ويمكن القول إن تزامن الإرهاب مع الضغوطات الدبلوماسية الدولية هو أسوأ ما يمكن أن يحدث في مواجهة المشكلات الحالية التي تعانيها الدولة.

     
  • ويحاول المسؤولون طمأنتنا بالقول إن الجيش والشرطة مستعدان لجميع الاحتمالات، بما فيها مواجهة قيام المتظاهرين الفلسطينيين باختراق المستوطنات، أكان ذلك بأعداد كبيرة أم عبر مجموعات صغيرة، كما أن الجيش قام بتدريب المستوطنين على كيفية الدفاع عن أنفسهم ضد عمليات تسلل فلسطينية.

     
  • أمّا العالم فيضغط علينا من أجل استغلال ما تبقّى من الوقت حتى 20 أيلول/سبتمبر، الموعد المنتظر للاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية، من أجل الدخول في اللحظة الأخيرة في مفاوضات مع الفلسطينيين، لكن، للأسف الشديد، لدينا رئيس أميركي ضعيف يبذل كل ما في وسعه في سبيل إعادة انتخابه لولاية ثانية، وهو اليوم يتعرض للتذمر الدائم من جانب الأميركيين.

     
  • في مثل هذا الوضع ومع رئيس أميركي من هذا النوع، فإنه من المهم جداً أن تكون إسرائيل قوية وقادرة على السيطرة على الأمور بحيث لا يتحول قرار الأمم المتحدة إلى موقف دولي صارم ضد إسرائيل، وإلى سبب لاتهامها بكل ما يحدث في منطقتنا.

     
  • ويقول خبراء في المنطقة إن السلطة الفلسطينية ستتجنب اللجوء إلى العنف ضد إسرائيل،ذلك بأن من مصلحتها أن تثبت أنها الطرف الذي يرغب في السلام وأن إسرائيل هي التي ترفضه، كما أن من مصلحة الجيش المصري الذي يسيطر على مصر المحافظة على اتفاق السلام مع إسرائيل، شرط ألاّ ترفض هذه الأخيرة حق الفلسطينيين في دولة مستقلة. إن حماس والإخوان المسلمين وأنصار القاعدة يتربصون بنا من أجل استغلال التعنت الإسرائيلي لمصلحتهم. لقد ثبت بصورة واضحة أن النظرية التي التزمها يتسحاق شمير بعدم القيام بأي شيء هي نظرية هدامة، وهي لا تزال مستمرة إلى اليوم أيضاً تحت حكم نتنياهو وباراك. إن القبة الحديدة المضادة للصواريخ لن تنقذنا عندما يكون وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان هو الصوت الذي يمثل إسرائيل، فالمطلوب هو تغيير الزعامة السياسية لأن الدولة في خطر.