· إن قرار بولندا القاضي بتسليم المواطن الإسرائيلي أوري برودتسكي [المشتبه بتزوير جواز سفر ألماني استعمل خلال عملية اغتيال المسؤول العسكري في حركة "حماس" محمود المبحوح في دبي] إلى ألمانيا، أثار خيبة أمل كبيرة لدى الذين تولوا معالجة هذه القضية في إسرائيل، ذلك بأن الأمل راودهم، حتى آخر لحظة، بأن تعلن السلطات البولندية أن القضية برمتها "سياسية"، وبالتالي أن تفرج عن برودتسكي.
· وقد أكدت مصادر مقربة من النيابة العامة في ألمانيا أن "إسرائيل ارتكبت خطأ فيما يتعلق بتفسير سلوك البولنديين والألمان، كما أن محاولتها ممارسة ضغوط على بولندا تُعتبر برهاناً على تورطها في هذه القضية من جهة، وعلى تدخلها في شؤون أوروبية داخلية من جهة أخرى".
· ووفقاً لأقوال هذه المصادر نفسها، فإن مكتب المدعي العام في ألمانيا مصرّ على التحقيق مع برودتسكي، وعلى استنفاد الإجراءات القانونية ضده، وهو مقتنع بأنه عميل للموساد، وأنه تورط في تزوير جواز سفر ألماني.
· من ناحية أخرى، يتبين أن إسرائيل لم تطلب من ألمانيا مناقشة قضية برودتسكي في إطار قنوات العلاقة القائمة بين جهازي الموساد والاستخبارات الألمانية ـ (BND). ومع أن اللقاءات بين الجانبين تجري كالمعتاد، إلا إن أجواء قاتمة باتت تخيم عليها منذ الكشف عن هذه القضية. وقالت مصادر ألمانية رفيعة المستوى إن "المسؤولين الألمان غاضبون جداً، لكن نظراً إلى أن إسرائيل لم تطرح الموضوع، فإن الألمان لا يطرحونه أيضاً".
ولا شك في أنه في حال فشل جهود الاستئناف على قرار بولندا تسليم برودتسكي، فإن هذه القضية مرشحة لمزيد من التعقيد، بما يعنيه ذلك من احتمال تدهور العلاقات بين إسرائيل وألمانيا. وفي الوقت نفسه، يبدو أن احتمال قيام وزير العدل الألماني باستغلال صلاحياته التي تخوله إلغاء الإجراءات الجنائية المتوقعة ضد برودتسكي هو احتمال ضئيل للغاية.