من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· أقدمت قيادة المنطقة الشمالية العسكرية، أمس، على خطوة استثنائية تمثلت في نشر معلومات استخباراتية شديدة الأهمية تتعلق ببلدة الخيام في جنوب لبنان على الملأ. وإذا افترضنا أن هذه المعلومات جرى جمعها على مدار فترة طويلة، فلا بُد من القول إنه تمّ التضحية بها من أجل هدف أكبر.
· وتشمل المعلومات التي عرضتها قيادة المنطقة الشمالية العسكرية، تفصيلات كاملة تتعلق بجهوزية حزب الله في تلك البلدة، بما في ذلك خرائط دقيقة وصور ومعطيات بشأن المسافات بين منشآت حزب الله العسكرية وبين المباني العامة مثل المدارس والمستشفيات.
· وقبل نقل هذه المعلومات إلى الصحافيين في إسرائيل، قام رئيس الدائرة الاستراتيجية في قسم التخطيط في الجيش الإسرائيلي، العميد يوسي هايمان، بالكشف عنها خلال محاضرة ألقاها في مقر قيادة الأمم المتحدة. وعلى ما يبدو، فإن إسرائيل تخوض معركة تتعلق بالشرعية السياسية المطلوبة لحربها المقبلة ضد حزب الله، ذلك بأنها تفترض أن الحرب المقبلة في الشمال، والتي ما انفكت تعد العدة لها، ستكون مقترنة بعمليات عسكرية ضارية ضد هذا الحزب الذي قام بنقل معظم مواقعه المحصنة ومقار قياداته وصواريخه من المناطق المفتوحة إلى 160 بلدة وقرية شيعية في جنوب لبنان، وكانت هذه العملية بمثابة دروس استخلصها الحزب من الحربين السابقتين: في لبنان سنة 2006، وفي غزة سنة 2008.
· لا شك في أن قيام إسرائيل، مسبقاً، بنشر معلومات مفصلة تتعلق بنيات حزب الله ينطوي على تحذير له من مغبة ردة الفعل الإسرائيلية الحادة والمتوقعة في حال إقدامه على شن حرب، فضلاً عن أنه ينطوي على غاية هي تحضير الأسرة الدولية للخطوات التي سينفذها الجيش الإسرائيلي.
· لكن في الوقت نفسه، فإن هذا النشر من شأنه أن يكشف أساليب عمل إسرائيل في المجال الاستخباراتي، وأن يدفع حزب الله بالتأكيد إلى تغيير انتشاره، على الأقل في بلدة الخيام. ويبدو أن المسؤولين في الجيش الإسرائيلي يعتقدون أنه يجدر دفع هذا الثمن إزاء خطورة الوضع.
· كما أن هذا النشر مرتبط بصورة مباشرة بما اقتبسناه أول من أمس من المحاضرة التي ألقاها قائد المنطقة الشمالية، اللواء غادي أيزنكوت، مؤخراً، وقال فيها إن أعداء إسرائيل بلوروا "فكرة استراتيجية فحواها أن الجبهة الخلفية العسكرية والجبهة المدنية في إسرائيل هما نقطة الضعف التي توازن تفوقنا العسكري". وثمة علاقة غير مباشرة بين هذا النشر وبين التقرير الجديد للنيابة العسكرية، والمتعلق بعمليات التحقيق في المخالفات التي ارتُكبت في إبان حملة "الرصاص المسبوك" على غزة، إذ إن الجيش الإسرائيلي مستمر بالتحقيق مع نفسه، ويقدّم بضعة ضباط وجنود إلى المحاكمة، غير أنه لا يزال متمسكاً بموقفه القائل إن أساليب القتال التي استعملها هي أساليب شرعية.
· وقد عرض أيزنكوت، في سياق المحاضرة المذكورة، طريقة عمل الجيش الإسرائيلي في مواجهة التهديد الماثل من الشمال، وهي تشمل ما يلي: تحذير السكان المدنيين ومنحهم مهلة لترك منطقة القتال، ومن ثم مهاجمة أهداف واسعة بصورة مكثفة وتركيز إطلاق النيران على مصادر إطلاق الصواريخ.
إن هذه التطورات والتصريحات لا تعني أن الحرب ستندلع حتماً في الصيف الحالي، بل إن التقديرات لدى شعبة الاستخبارات العسكرية ما زالت تؤكد العكس، وأنه لا يوجد لدى كل من سورية وحزب الله مصلحة الآن في اندلاع مواجهة عسكرية.