حديث هاتفي بين أوباما ونتنياهو والبيت الأبيض يعلن أن لا وقت لدى الرئيس الأميركي للاجتماع بنتنياهو نهاية الشهر الجاري
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

أجرى الرئيس الأميركي باراك أوباما ليل أمس [الثلاثاء] اتصالاً هاتفياً برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو استمر ساعة كاملة، تطرق خلاله إلى التهديدات الكامنة في البرنامج النووي الإيراني، وإلى التعاون الوثيق بين واشنطن والقدس فيما يتعلق بموضوع إيران خاصة وبأمن إسرائيل عامة. وجاء في بيان صادر عن البيت الأبيض أن الرئيسين أعربا عن إصرارهما على منع إيران من الحصول على سلاح نووي، واتفقا على مواصلة التشاور فيما بينهما. وشدد الناطق باسم البيت الأبيض على أنه، وبعكس ما يقال، لم يطلب نتنياهو عقد اجتماع مع الرئيس أوباما في واشنطن، وبالتالي لا صحة لما يقال عن أنه تم رفض هذا الطلب.

لكن صحيفة "يسرائيل هَيوم" (12/9/2012) المقربة من رئيس الحكومة نقلت عن مكتبه أن أوباما لا يعتزم الاجتماع بنتنياهو خلال الزيارة التي سيقوم بها هذا الأخير لنيويورك من أجل المشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال مصدر سياسي كبير للصحيفة إن "الاجتماع لن يُعقد، على الرغم من أننا أوضحنا للبيت الأبيض رغبتنا في عقده"، وأضاف المصدر "على الرغم من جدول الأعمال الضيق لنتنياهو فهو مستعد للمجيء إلى واشنطن خصيصاً من أجل الاجتماع بالرئيس الأميركي، لكن جاءنا الرد بأن جدول أعمال الرئيس أوباما لا يسمح له بالاجتماع برئيس الحكومة." وقد رد البيت الأبيض على التقارير التي تحدثت عن رفض أوباما الاجتماع برئيس الحكومة الإسرائيلية بأن الرئيس الأميركي يصل إلى نيويورك في 24 أيلول/سبتمبر، ويغادرها في اليوم التالي، في حين أنه من المنتظر أن يصل رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى نيويورك بعد أسبوع من ذلك التاريخ.

من جهة أخرى تحدثت الصحيفة عن توتر داخل أركان الحكومة الإسرائيلية على خلفية الخلاف بين نتنياهو وأوباما بشأن الموضوع الإيراني، وقد ظهر هذا التوتر في الانتقادات التي وجهها وزير الدفاع إيهود باراك إلى مواقف نتنياهو إزاء الإدارة الأميركية ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، وذلك بقوله: "على الرغم من أن إسرائيل مستقلة في كل ما تفعله، لكن علينا ألاّ ننسى أهمية التحالف مع الولايات المتحدة، ويجب عدم إلحاق الأذى به. ثمة اختلافات معينة في المواقف بين إسرائيل والولايات المتحدة، وينبغي التوصل إلى حلها بعيداً عن الأنظار. وعلينا ألاّ ننسى أن الولايات المتحدة هي حليفتنا الأساسية."

وقد رد نائب رئيس الحكومة موشيه يعالون على كلام باراك فقال: "أنا أؤيد طلب رئيس الحكومة من الإدارة الأميركية فرض خطوط حمر واضحة على النظام الإيراني لوقف برنامجه النووي. ومن المؤسف أن وزير الدفاع يعطي الأولوية لمصالحه السياسية والحزبية الضيقة، ولا يدعم هذا الطلب المهم، وإنما اختار بدلاً من ذلك البدء بالمعركة الانتخابية على حساب المصالح الوطنية وعلى ظهر رئيس الحكومة."

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" (12/9/2012) عن مصادر في الليكود قولها إن باراك "خان" رئيس الحكومة و"طعنه في ظهره"، وأضافت أن باراك يدرك أن موعد الانتخابات سيُقدم إلى بداية العام المقبل، لذا فقد بدأ حملته الانتخابية التي يريد أن يُظهر من خلالها الفارق بينه وبين نتنياهو. وتابعت هذه المصادر أن باراك يحاول منذ فترة جس النبض لتشكيل حزب جديد يخوض من خلاله الانتخابات مستغلاً  الفراغ الناشىء في الوسط السياسي.