الثورات العربية تنطوي على فرصة كبيرة لتعزيز التعاون الاقتصادي الإقليمي
تاريخ المقال
المصدر
- تشهد منطقة الشرق الأوسط منذ عدة أشهر إعصارًا كبيرًا أساسه ثورات مدنية تغيّر وجه المنطقة رأسا ًعلى عقب. وهذه الثورات لا تُعتبر سياسية فحسب، بل تشكل ثورات إعلامية أيضاً، ذلك بأن الشبكة الاجتماعية "الفايس بوك" تحولت خلالها إلى قوة مركزية في إخراج الجماهير الحاشدة إلى الشوارع والميادين، وبالتالي ليس من المبالغة القول إن "الربيع العربي" هو أيضاً "ثورة الفايس بوك".
- ولا شك في أن "ثورة الفايس بوك" هذه تنطوي بالنسبة إلى إسرائيل على فرصة كبيرة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين دول المنطقة، وذلك نظرًا إلى حجم تغلغل الإنترنت في المنطقة، إلى درجة يمكن القول فيها إن موضوع التعاون الإقليمي في مجالات الصناعات التكنولوجية والمصارف الإلكترونية وشبكات الهواتف الخليوية أصبح شبه حتمي.
- وتجدر الإشارة إلى أن التجارة الإلكترونية بين دول الشرق الأوسط آخذة في الازدياد في الآونة الأخيرة سواء بين الأفراد أو بين الشركات، ومع ذلك، لا بُد من التزام الحذر الشديد إزاء هذه التجارة لأن قوى إسلامية كثيرة تعمل فيها، وبعضها يستغلها لتجنيد أموال لمصلحة حركة حماس أو حزب الله أو منظمات إسلامية متطرفة أخرى.
- لكن على الرغم من هذا، فإنه ما زال لدى إسرائيل مصلحة في دفع التجارة الإلكترونية قدمًا، إذ إن هذه التجارة لا يلزمها التوصل إلى أي تسويات سياسية أو اتفاقات سلام، ولذا فإنها أسهل من التعاون الاقتصادي الذي يحتاج إلى التوصل إلى تسويات أو اتفاقات، فضلاً عن أن تجارة كهذه يمكن أن تساهم في المدى البعيد في تحويل الشرق الأوسط من منطقة موبوءة بالعنف والتطرف إلى منطقة تنعم بالهدوء والازدهار.