موفاز: تقرير لجنة الخارجية والأمن إشارة تحذير إلى إسرائيل مما سيحدث جرّاء مبادرة أيلول/ سبتمبر
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

 

أصدر رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست عضو الكنيست شاؤول موفاز [كاديما] أمس (الأربعاء) بيانًا صحافيًا مقتضبًا قال فيه إن استنتاجات التقرير الذي تمّ إعداده في هذه اللجنة بشأن استعداد إسرائيل لمواجهة التداعيات التي من المتوقع أن تترتب على مبادرة السلطة الفلسطينية الرامية إلى الحصول في أيلول/ سبتمبر الحالي على تأييد الجمعية العامة في الأمم المتحدة إقامة دولة مستقلة من جانب واحد، والذي منع الائتلاف الحكومي نشره على الملأ، تُعتبر إشارة تحذير إلى صنّاع القرار في إسرائيل، ودعا كبار المسؤولين في المؤسسة السياسية إلى دراسة هذه الاستنتاجات بصورة معمقة.

ويتبين من أحاديث خاصة أجرتها صحيفة "هآرتس" مع أعضاء كنيست وشخصيات سياسية أخرى اطلعت على مضمون هذا التقرير أن هذا الأخير يحذّر، من ناحية، من أن نجاح المبادرة الفلسطينية المذكورة من شأنه أن يؤجج موجة عداء إزاء إسرائيل ستكون طويلة المدى، وتؤدي إلى تقليص حيّز المناورة المُتاح لها في العالم، ويؤكد من ناحية أخرى، أنه لو وفرت إسرائيل للولايات المتحدة طرف خيط سياسي يتيح لها إمكان استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين لكان ممكناً كبح هذه المبادرة. ويشدد التقرير على أنه بينما أجرت المؤسسة الأمنية، ولا سيما قيادة الجيش الإسرائيلي، استعدادات خاصة لمواجهة ما يمكن أن يترتب على هذه المبادرة من تداعيات، فإن المؤسسة السياسية لم تفعل شيئاً في هذا الشأن، وإن المسؤولية جرّاء ذلك تقع على عاتق ديوان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وخصوصًا على عاتق مجلس الأمن القومي.

ويشير تقرير لجنة الخارجية والأمن إلى أنه على الرغم من أن قيادة السلطة الفلسطينية غير معنية بوقوع مواجهة عنيفة على غرار الانتفاضة الثانية، فإن احتمال أن تؤدي مبادرة أيلول/ سبتمبر إلى حدوث انفجار إقليمي يتسبب بتدهور الأوضاع الأمنية، كبير للغاية، وذلك في ظل الأحداث الأخيرة في العالم العربي [الثورات الشعبية]، وشعور الإحباط المسيطر على الشارع الفلسطيني في إثر جمود العملية السياسية، مشددًا على أن تحذيرات من مغبة حدوث انفجار إقليمي كهذا صدرت أيضًا عن كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام [شاباك] لدى اشتراكهم في اجتماعات لجنة الخارجية والأمن. ووفقًا لهؤلاء المسؤولين فإن كل من إيران وحزب الله لديه مصلحة في تدهور الوضع الأمني بين إسرائيل والفلسطينيين، سواء في الضفة الغربية أو في غزة أو في منطقة الحدود مع مصر.        

وكانت صحيفة "هآرتس" نشرت في وقت سابق أن هذا التقرير يؤكد أن إسرائيل لا تملك استراتيجيا واضحة لمواجهة ما يمكن أن يحدث في أيلول/ سبتمبر الحالي، لافتة إلى أن إعداده تمّ عقب لقاءات كثيرة عقدها أعضاء لجنة الخارجية والأمن في الكنيست مع كبار المسؤولين في المؤسسة السياسية، وفي مقدمهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع إيهود باراك، ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، ومع قادة المؤسسة الأمنية وعدد من الخبراء الخارجيين.