التحرك الاحتجاجي المطلبي في مواجهة التحديات الأمنية لإسرائيل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

 

  • منذ أكثر من شهرين يشعر كثير من الإسرائيليين بأن حركة الاحتجاج المطلبي ستؤدي إلى إحداث التغيير المطلوب والصحيح في سلم أولويات الدولة. وقد نجح التحرك الاجتماعي في توحيد الإسرائيليين، في الوقت الذي فرقتهم الموضوعات الأمنية والسياسة، كما أن هذا التحرك على اختلاف توجهاته وتياراته استطاع التعبير عن الرغبة في التوصل إلى حلول حقيقية للمشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي تعانيها شرائح واسعة من الناس، لكن،  وللأسف الشديد، هناك قوى داخل هذا الاحتجاج تتجاهل الحاجات الاجتماعية الملحة الأخرى التي يحتاج المجتمع الإسرائيلي إلى التركيز عليها.

     
  • لا أحد سيزعم بعد الآن، وخصوصاَ في هذه الأيام، أن علينا أن نضع المشكلات الاجتماعية جانباً، ونتفرغ لمعالجة المشكلات الأمنية، بل إن المطلوب هو معالجة الأمرين في وقت واحد، والحكومة المسؤولة والقادرة تستطيع القيام بهذا الأمر. لكن حتى لو أرادت الحكومة الحالية القيام بهذا فإنها ستلاقي صعوبة بسبب الأحداث الأمنية المتوقع حدوثها في الأشهر المقبلة، وكذلك جرّاء الأزمة الاقتصادية في العالم.

     
  • إن الهجمات الأخيرة في النقب وتل أبيب، فضلاَ عن القصف على جنوب إسرائيل، والذي حصد ثمناً غالياً من أرواح الناس وعرقل حياة نحو مليون شخص، يضعان قادة التحرك الاجتماعي أمام صورة معقدة للوضع في دولتهم. كما أن الاضطرابات المتوقع أن تحدث مع اعتراف الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية المستقلة، هذه الدولة التي لن تتنازل، وفقاً لما أعلنه محمود عباس، عن حق العودة ولن تعترف بإسرائيل دولة يهودية، من شأنها أن تعيدنا إلى الوقت الذي كانت المساعي الوطنية فيه تتركز على الشأن الأمني.

     
  • إن رفض الاعتراف بإسرائيل دولة للشعب اليهودي هو موقف يدعمه كثيرون داخل المجتمع الفلسطيني والمجتمعات العربية عامة، كما أن نتائج الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة يجب أن تثير قلق الرأي العام في إسرائيل مثلما تثيره قضية تأمين المساكن بأسعار معقولة.

     
  • ومما لا شك فيه أن استمرار الحركة الاحتجاجية هو رهن ببقائها بعيداً عن موضوعات الأمن والسياسة الخارجية، لكن عندما تقوم هذه الحركة بمناقشة مطالبها المالية، فإن عليها أن تُظهر نضجاً وجدية وأن تبدي تفهمها للحاجات الأمنية للدولة. وكلما أظهرت هذه الحركة قدرتها على تحمّل المسؤولية، كان تأثير "الصيف الإسرائيلي" [الحركة المطلبية الاجتماعية] على الجمهور أكبر.