عناق الأميركيين الحارّ لنتنياهو لا يعني تلاشي الخلافات الجوهرية بين الجانبين
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

·       يلتقي رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، مساء اليوم، الرئيس الأميركي باراك أوباما في واشنطن. وخلافاً للمرات السابقة التي عُقدت خلالها لقاءات من هذا النوع، فإن الأميركيين سيعانقون نتنياهو هذه المرة بحرارة كبيرة، وذلك بسبب الانتخابات النصفية للكونغرس المقررة في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، والتي تعتبر أصوات اليهود وأموالهم حاسمة فيها. غير أن ذلك كله لا يعني تلاشي الخلافات الجوهرية بين الجانبين.

·       لا شك في أن نتنياهو يقوم بهذه الزيارة وهو في وضع لا يحسد عليه، ذلك بأنه يتعرض لضغوط أميركية شديدة من أجل الاستمرار في تجميد أعمال البناء في المستوطنات [في الضفة الغربية]، وهي ضغوط تحظى بدعم مصري ودولي، فضلاً عن أنها تحظى بدعم من داخل إسرائيل نفسها (حزب العمل).

·       من ناحية أخرى، فإن المستوطنين في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] يقومون بشن حملة كبيرة على نتنياهو من أجل استئناف أعمال البناء في المستوطنات [بعد انتهاء مفعول القرار الحكومي القاضي بتجميد أعمال البناء هذه في أيلول/ سبتمبر المقبل]، وهي حملة تتسبب بمشكلات صعبة لنتنياهو في أوساط اليمين عامة وفي داخل الليكود خاصة.

·       وعلى صعيد آخر، نما إلى علمنا أن الفلسطينيين قاموا، عشية هذه الزيارة، بطرح ثلاثة شروط للانتقال إلى مفاوضات مباشرة، ويكفي أن يقوم نتنياهو بتنفيذ شرط واحد منها لانطلاق هذه المفاوضات. وهذه الشروط هي: 1ـ استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها (النقطة التي بلغتها المفاوضات التي عقدت بين تسيبي ليفني وأحمد قريع وبين إيهود أولمرت ومحمود عباس)؛ 2ـ الاعتراف بالمبدأ الإقليمي الذي ينص على إقامة دولة فلسطين على مساحة من الأراضي تعادل الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب حزيران/ يونيو 1967، مع إمكان تبادل أراض؛ 3ـ الاستمرار في تجميد أعمال البناء في المناطق [المحتلة].

لا شك في أن الشرطين الأول والثاني غير مقبولين من نتنياهو مطلقاً، وبناء على ذلك، فإن شرط تجميد أعمال البناء في المستوطنات يبدو "الأسهل" بينها. ومع ذلك، لا يبدو أنه سيكون سهلاً على نتنياهو نفسه.