من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· إن دعوة الرئيس السوري بشار الأسـد إلى تهدئـة الأزمة التي تعتور العلاقات التركية ـ الإسرائيلية في الآونة الأخيرة تبدو في نظري محاولة جادة لتخفيف حدّة التصريحات الهوجاء المتبادلة بين أنقرة والقدس. وقد صرّح الأسد، خلال زيارته لإسبانيا أول من أمس، بما يلي: "إذا لم تُستأنف العلاقات بين إسرائيل وتركيا، فإن هذه الأخيرة ستواجه صعوبة كبيرة في القيام بدور الوسيط في المفاوضات، ولا شك في أن ذلك يمس الاستقرار الإقليمي". وهكذا، فإن الأسد يتصرف باعتباره جاراً يتحلى بقدر كبير من المسؤولية، ويحاول أن يخفف من حدة التوتر. ويمكن القول أيضاً إن تصريحاته تنطوي على تحذير لزعماء تركيا فحواه ما يلي: في حال الاستمرار في خصامكم مع إسرائيل، فإنكم ستفقدون قدرة التأثير التي تملكونها، وتشجعون المتطرفين الذين يهددون الاستقرار.
· من الواضح أن الأزمة في العلاقات الإسرائيلية ـ التركية بلغت، خلال الأيام القليلة الفائتة، ذروة جديدة وخطرة، وذلك في إثر طلب تركيا أن تقدّم إسرائيل اعتذاراً رسمياً جرّاء قيامها بقتل مواطنين أتراك في إبان عملية السيطرة على سفينة "مرمرة"، أو أن تخضع لتحقيق تقوم به لجنة دولية وتتعهد مسبقاً بقبول استنتاجاتها، وإلا فإن أنقرة ستقطع علاقاتها الدبلوماسية مع القدس، لكن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أعلن أن إسرائيل لا تنوي تقديم أي اعتذار إلى تركيا.
· إن قيام تركيا بقطع العلاقات الدبلوماسية سيكون خطوة سيئة جداً بالنسبة إلى إسرائيل، وعلى نتنياهو أن يبذل كل ما في وسعه لمنع حدوث ذلك. وعلى ما يبدو، فإن رئيس الحكومة يفهم جيداً أبعاد هذه الخطوة، ولذا، فإنه قام بإرسال الوزير بنيامين بن إليعيزر للقاء وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو، إلا إن هذا اللقاء لم يسفر عن أي نتيجة إيجابية.
· ثمة مخرج آخر من هذه الأزمة يتمثل في نقل الخلافات بين الجانبين من ملعب الكرامة القومية إلى ملعب المصالح المشتركة، وعلى ما يبدو، فإن الرئيس السوري يلمح إلى هذا الاتجاه.
· ما يجب قوله هو أن الرئيس الأسد يحافظ، منذ أن تولى السلطة في سورية قبل عشرة أعوام، على الاستقرار الداخلي في بلده، وعلى الطابع العلماني لسورية، فضلاً عن أنه عاد مؤخراً وأحكم سيطرته على لبنان وعزّز قوة حزب الله باعتباره قوة ردع استراتيجية إزاء إسرائيل. وهذا كله ليس بالشيء القليل.
في موازاة ذلك، فإن قرار الرئيس الأسد عدم الردّ على عملية قصف المفاعل النووي الذي بناه قبل ثلاثة أعوام، أكد أنه زعيم عاقل ومنضبط. وها هو يقترح الآن، ولو بصورة غير مباشرة، استئناف المفاوضات [مع إسرائيل] من خلال تلميحه إلى الأتراك والإسرائيليين على حد سواء، بأن يهتما بقضايا أكثر جوهرية بدلاً من تبادل الاتهامات فيما بينهما بشأن قافلة السفن التي كانت متجهة إلى غزة. ويجدر بكل من [رئيس الوزراء التركي] رجب طيب أردوغان و[رئيس الحكومة الإسرائيلية] بنيامين نتنياهو أن ينصتا جيداً إلى جارهما المسؤول، علهما يكتشفان أن الطريق من أنقرة إلى القدس يمكن أن تمر في دمشق أيضاً.