صحيفة يومية تصدر باللغة الإنكليزية، تأسست في سنة 1933، وكان اسمها في البداية "فلسطين بوست" إلى أن غيّرته في سنة 1950 إلى جيروزالم بوست. تصدر عنها نسخة باللغة الفرنسية. حتى الثمانينيات من القرن الماضي، انتهجت خطاً يسارياً، وكانت قريبة من حزب العمل الإسرائيلي، لكنها غيّرت توجُّهها وأصبحت قريبة من اليمين، ومن الوسط في إسرائيل.
· لقد شهدتُ في الفترة التي توليت فيها مناصب وزارية في الحكومات الإسرائيلية خلافات مع الإدارة الأميركية، وقد شاركتُ في بعضها عندما كنت وزيرة للخارجية. لكننا كنا نعرف دائماً كيف نبقي هذه الخلافات بعيدة عن الأنظار، وكنا ندرك أن العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة مهمة جداً، ويجب أن تبقى قوية. ونحن بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى أن تبقى هذه العلاقة قوية ووثيقة وحميمة ومتبادلة، ولا سيما في ظل التغييرات في الشرق الأوسط، التي يصفها البعض بـ "الربيع العربي" في حين يرى آخرون أنها شتاء إسلامي.
· إن ظهور إسرائيل كموضوع في الانتخابات الأميركية أمر مضر بها، وقد يكون مدمراً لها على المدى البعيد، ولذا يجب أن نبذل جهداً لإبعادها عنها. فعلى كل حكومة إسرائيلية التعاون مع أي إدارة أميركية بغض النظر عن توجهاتها، والعكس بالعكس.
· كانت إسرائيل منذ نشوئها في حالة حرب مع القوى الإسلامية الراديكالية التي رفضت الاعتراف بوجودها في هذا الجزء من العالم، والتي لم تكن تفرق بينها وبين الولايات المتحدة. فعندما كانت هذه القوى تحرق العلمين الإسرائيلي والأميركي، كانت تشعر بأنها تحرق نظام القيم المشترك بين هاتين الدولتين.
· مما لا شك فيه أن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل تشكل جزءاً لا يتجزأ من الردع الإسرائيلي، فالدعم الاقتصادي والعسكري الذي يقدمه الأميركيون هو الذي جعل الجيش الإسرائيلي أقوى جيوش المنطقة. بيد أن الردع الإسرائيلي لا يستند إلى هذين العاملين فقط، بل يعود أيضاً إلى إدراك خصومنا في المنطقة أنهم إذا اعتدوا على إسرائيل فهي لن تقف وحيدة في مواجهتهم ، وإنما ستكون الولايات المتحدة دائماً إلى جانبها.
· ومن أجل المحافظة على هذه العلاقات الإسرائيلية - الأميركية المميزة، يتعين علينا أن نغير طريقة كلامنا، وأن نخفض لهجتنا، وأن نتبنى الكلام الذي قاله الرئيس كينيدي في خطابه الافتتاحي الذي دعا فيه الأميركيين إلى عدم الاكتفاء بالتساؤل عما يمكن أن تفعله الدولة من أجلهم وإنما ما يمكن أن يفعلوه هم من أجل دولتهم. من هنا على رئيس الحكومة الإسرائيلية، لدى اجتماعه بالرئيس الأميركي، أن يبحث معه في كيفية مواجهة هاتين الدولتين التحديات معاً، وليس في كيفية مساعدة أميركا لإسرائيل. فثمة الكثير من القيم والمصالح المشتركة بين الدولتين، والتي تحتاج إلى من يدافع عنها، ومن الضروري الاتفاق على مسار العمل المطلوب في ظل التغييرات والتهديدات التي تمر بها المنطقة.
· من الواضح أن إيران تشكل مشكلة بالنسبة إلى العالم كله، والتحرك الأميركي ضدها لن يجري بسبب حاجة إسرائيل إلى ذلك أو استجابة لطلبها، وإنما لأن المصالح الأميركية معرضة للخطر. ففي هذه المنطقة الصعبة التي نعيش فيها، إمّا أن تتغلب على من يتحداك وإمّا أن تنضم إليه. ففي حال أدركت دول المنطقة أن إيران على وشك امتلاك السلاح النووي، فإن موكب الزعماء وقادة الدول الذي رأيناه الأسبوع الماضي في طهران بمناسبة انعقاد قمة دول عدم الانحياز سيكون البداية فقط، وهذا أمر لا يمكن أن تقبل به الولايات المتحدة، وخصوصاً فيما يتعلق بدول المعسكر البراغماتي التي تمثل المصالح الأميركية في المنطقة.
· وكما هي واضحة اليوم حاجتنا إلى التعاون مع الولايات المتحدة لمواجهة التحديات، يجب أن يكون واضحاً أيضاً أن التوصل إلى تسوية سياسية مع الفلسطينيين هو مصلحة إسرائيلية - أميركية مشتركة أكثر مما هو خدمة تقدمها إسرائيل للولايات المتحدة.