من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· نجح الجيش السوري الحر في فرض سيطرته على الجزء الأكبر من مدينة حلب، ثاني أكبر المدن في سورية والعاصمة الاقتصادية للدولة. هذا ما أعلنه ممثلو المعارضة السورية يوم الثلاثاء الماضي، وأشاروا إلى أن الجيش النظامي لم يعد له وجود في المدينة، التي لا تزال تتعرض لقصف جوي.
· وفي حال كان هذا الكلام صحيحاً، تكون المعارضة السورية قد حققت إنجازاً كبيراً في معركتها ضد بشار الأسد والموالين له، إذ يشكل احتلال حلب مؤشراً مهماً على تفكك نظام بشار الأسد، وعلى الضعف المتواصل للجيش النظامي، الذي لا يزال عدد جنوده يفوق أضعافاً عدد جنود الجيش السوري الحر. وقد يكون هذا الإنجاز أهم من حادثة مقتل القيادة العسكرية للدولة في 18 تموز/يوليو في التفجير الذي حدث في مقر مجلس الأمن القومي في دمشق. فحتى وقوع هذه الحادثة الاغتيال كان القتال الجاري يأخذ طابع حرب العصابات التقليدية (التي يسميها الرئيس السوري عمليات إرهاب)، لكن المعركة الدائرة في حلب هي معركة عسكرية بكل معنى الكلمة، ومن المحتمل أن يساعد الانتصار الذي حققته قوات المعارضة في حلب في تقريب وصول هذه القوات إلى دمشق.
· على الرغم من ذلك، من الصعب على المراقب من الخارج، الذي يحاول أن يفهم ماذا يجري حقاً في سورية، تصديق ما يقوله كل طرف من الأطراف، فالمعارضة السورية تتألف من مجموعات كثيرة جداً، تعمل كل واحدة منها بحسب رؤيتها الخاصة ودفاعاً عن مصالحها. وفي كثير من الأحيان يتبين أن ما تعلنه مجموعة معينة في مدينة معينة تطلق على نفسها اسم الجيش السوري الحر لا يتطابق مع ما تعلنه مجموعة مسلحة أخرى في المدينة نفسها.
· فضلاً عن ذلك، من الصعب تصديق أي طرف من أطراف المعارضة، فأكثر من مرة نشرت المعارضة تقارير تبين فيما بعد أنها غير صحيحة. لكن، من جهة أخرى، لا يمكننا تصديق النظام السوري، فعلى سبيل المثال، ادعى جنرال في الجيش السوري النظامي يوم الأحد الماضي أن النظام سيستعيد السيطرة على حلب في غضون عشرة أيام، لكن حتى الآن يبدو أن المعارضين للأسد أكثر صدقية في هذا الشأن.
· في الواقع قد تنفجر سيارة ملغومة في أي لحظة، أو قد يقع اغتيال يودي بحياة الرئيس السوري، أو يجعل نهاية نظامه قريبة. وفي هذه الأثناء يبدو أن الرئيس الأسد سيواصل قتل أبناء شعبه، أمّا الجيش السوري فلا تظهر أي دلائل على انهياره، ولكنه يعيش حالة تفكك بطيئة ومتواصلة.
· في المقابل فإن الانقسام داخل صفوف المعارضة السورية أكبر بكثير مما تتحدث عنه التقارير في وسائل الإعلام. فقد قال عضو بارز في المعارضة السورية لصحيفة "هآرتس" عبر اتصال هاتفي أجرته معه الصحيفة، إن الخلافات بين المجموعات المعارضة للأسد تحول دون أن تتمكن المعارضة من الإطاحة السريعة بالرئيس. وثمة أسباب كثيرة لذلك، إذ تتداخل في الصراع الدائر في سورية مصالح أجنبية كثيرة لدول تؤثر في المعارضة، فإذا أردتَ أن تعرف موقف فرنسا، على سبيل المثال، لن تعرف ما إذا كانت مع المعارضة المسلحة أم ضدها. وهناك دول تدعم الجيش السوري الحر، وأخرى تقاطعه.
· ويضيف العضو البارز في المعارضة السورية أنه إلى جانب الخلافات بين فصائل المعارضة السورية، ثمة طرف آخر انضم إلى صفوف المعارضين للأسد في الأشهر الأخيرة، وهم الإسلاميون المتطرفون من أتباع القاعدة، الذين يبلغ عددهم الآلاف في سورية، وهم يقاتلون الجيش النظامي وبعضهم ينسق مع الجيش السوري الحر. بيد أن وجود هؤلاء يثير توتراً وسط المعارضين للنظام، الذين يرفض بعضهم بشدة مشاركة أنصار القاعدة في المعارك ضد أنصار الأسد.
· أمّا بشأن الموقف من إسرائيل فقال: "ليس لدى الشعب السوري مشكلة في العيش بسلام مع إسرائيل في حال أعادت إلينا الجولان. نحن لا نريد حرباً، وفي الإمكان التوصل إلى اتفاق سلام. نحن نعرف كيف استغلت الأنظمة الاستبدادية في المنطقة الصراع مع إسرائيل لمواصلة سيطرتها على شعوبها وحرمانها من حقوقها، ففي نهاية الأمر عليكم احترامنا وعلينا مبادلتكم بالمثل."