· ثمة فائدة في المحادثات التي يجريها إيهود أولمرت ومحمود عباس شرط أن يفهم الاثنان أنها لن تؤدي إلى أي نتيجة. ثمة فائدة لأن السعي إلى السلام هو أمر مبارك، ولأنه في ظل انعدام الاتصالات ينشأ فراغ يتسلل إليه اليأس الذي يخدم المتطرفين.
المحادثات لن تؤدي إلى أي نتيجة لأنه ليس في وسع أبو مازن أن يتنازل عن "حق العودة" أو عن أي شبر من حدود حزيران/ يونيو 1967. وإذا تنازل فلن يبقى في الحكم. وحتى إذا بقي ليس في وسع أولمرت أن يتوصل معه إلى اتفاق بسبب عائقين: الأول أنه ليس في مستطاع إسرائيل تقديم تنازلات للفلسطينيين في الضفة الغربية في الوقت الذي يمكن أن تسيطر فيه حماس على رام الله في أي لحظة، كما سيطرت على غزة. العائق الثاني أنه لا توجد في إسرائيل حكومة قادرة على إخلاء ربع مليون أو مائة ألف أو حتى خمسين ألف مستوطن. الخليل ليست غوش قطيف. وإذا كان المستوطنون قد بكوا على غوش قطيف فإنهم سيقاتلون من أجل الخليل. وقد شاهدنا في الأسبوع الماضي كيف أن عملية إخلاء حفنة قليلة من المستوطنين من بضعة بيوت في الخليل احتاجت إلى مئات أفراد الشرطة وآلاف الجنود. صحيح أن تنازل الحكومة للمستوطنين هو استسلام مخز لقوة الذراع وإلغاء لسلطة القانون ومدعاة لبكاء الأجيال، لكن هذا هو الواقع الذي نحياه.