الاعتماد على الغواصات في الردع الاستراتيجي ضد السلاح النووي الإيراني
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       يعتقد معظم الخبراء أن التحذيرات الصادرة عن رئيس الموساد من مغبة القيام بهجوم إسرائيلي ضد إيران موجهة ضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع إيهود باراك. لكن هناك من ينظر إلى هذه التحذيرات بطريقة مختلفة، ومنهم قائد سلاح البحر السابق الجنرال أبراهام بوتسر الذي في تقديره أنه في حال كان نتنياهو وباراك ينويان مهاجمة إيران ولديهما خطة في هذا الشأن، فعلى الأرجح أن هذه الخطة ستعتمد على سلاح الجو. وأعرب بوتسر في مقابلة أجرتها معه الصحيفة عن تخوفه من أن يكون سلاح الجو أقنع القيادة السياسية بأن الهجوم على إيران أمر ممكن وناجع، لأن هذا التقدير وهمي وخطر.

·       وقد شغل بوتسر منصب قائد سلاح البحر الإسرائيلي خلال السنوات 1968 – 1972، وكان عضواً في هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، وهو اليوم عضو في مجلس السلام والأمن الذي أسسه رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية السابق أهرون ياريف. وفي رأي بوتسر أن العسكريين يميلون عامة إلى خوض الحرب المقبلة انطلاقاً من تجربة الحرب الماضية، وهذا ما يجري تحديداً بالنسبة إلى سلاح الجو. ففي حرب الأيام الستة [حزيران/يونيو1967] دمر سلاح الجو خلال ساعات معدودة أسلحة الجو لكل من مصر وسورية والأردن، وحقق سيطرة كاملة على الأجواء، الأمر الذي سمح للقوات البرية بالتقدم. ويعتقد قادة سلاح الجو اليوم أن في إمكانهم استخدام الأسلوب نفسه في الحرب المقبلة، فأقنعوا هيئة الأركان العامة والقيادة السياسية في إسرائيل بذلك، وهذا في رأي بوتسر مجرد وهم.

·       وقال بوتسر: "في حرب يوم الغفران [حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973] كنا واثقين بأن سلاح الجو سيقضي على الجيش المصري الذي سيجتاز قناة السويس، لذلك أهملنا القيام بالتحضيرات البرية المطلوبة لمواجهة الهجوم المصري. وكانت النتيجة أن سلاح الجو أهمل تزود الجيش المصري بصواريخ أرض- جو، ولم يستطع السيطرة الكاملة على الأجواء إلاّ بعد أن احتل سلاح المدرعات القاعدة الأخيرة لهذه الصواريخ وقضى على خطرها".

·       ويشير بوتسر إلى أن إسرائيل في حرب لبنان الثانية سنة 2006 أوكلت إلى سلاح الجو مهمة القضاء على حزب الله، فلم تستدعِ الاحتياط، ولم تدخل القوات البرية إلى المعركة في الوقت الملائم، وكانت النتيجة أن سقوط الصواريخ على سكان الجليل لم يتوقف إلاّ بعد أن تم التوصل إلى الاتفاق المخزي مع حزب الله؛ ويعتبر بوتسر هذا الاتفاق مخزياً لأن حزب الله استغله من أجل زيادة قوته العسكرية.

·       كذلك يعتقد بوتسر أنه ينبغي لإسرائيل تعزيز سلاح البحر، ولا سيما سلاح الغواصات، إذ من الضروري أن يكون لديها ثماني أو تسع غواصات، في حين أنها تملك اليوم ثلاث غواصات، بالإضافة إلى غواصتين قيد الإنشاء في المرافىء الألمانية قادرتين على حمل وإطلاق ثمانية صواريخ تستطيع حمل رؤوس نووية. وبوتسر مقتنع بأن سلاح الجو الإسرائيلي غير قادر على القيام بهجوم ناجح على إيران يقضي على قدرتها النووية لأعوام عدة، لذا على إسرائيل أن تعتمد، في رأيه، على "الردع الاستراتيجي النووي"، إذ يرى أن كل عقيدة استراتيجية نووية لا بد من أن تشكل الغواصات ركيزة أساسية فيها من أجل بناء القدرة النووية "للضربة الثانية"، أي حتى عندما ينجح العدو في تدمير كل السلاح النووي الذي لديك فإن القدرة على توجيه ضربة ثانية ضد هذا العدو منوطة فقط بالغواصات التي يصعب كشفها.