· لا شك في أن هناك أسباباً وجيهة كثيرة تستدعي توجيه نقد حاد إلى أداء رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في مقدمها مثلاً أنه يحرص على سلامة ائتلافه الحكومي أكثر من حرصه على تعزيز مكانة الدولة، أو أنه لا يفعل شيئاً لدفع العملية السياسية قدماً.
· ومع ذلك، لا بد من القول إن نتنياهو بذل أقصى ما يمكنه من أجل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط [الأسير لدى حركة "حماس"]، وإذا كانت هذه المساعي قد مُنيت بالفشل حتى الآن فإن سبب ذلك لا يعود إلى رئيس الحكومة بأي حال من الأحوال.
· إن أسباب عدم نجاح المساعي التي يبذلها نتنياهو للإفراج عن شاليط كثيرة، غير أن أهم سبب هو انعدام وجود عنوان واحد وثابت لدى حركة "حماس" يمكنه أن يتحمل المسؤولية عن تنفيذ صفقة تبادل الأسرى التي يتم التوصل إليها، وذلك خلافاً لما كانت الحال عليه لدى حزب الله الذي جرى التوصل في السابق إلى عدة صفقات تبادل أسرى معه وتم تنفيذها على أكمل وجه.
· وفضلاً عن ذلك، يجب القول إن قائمة الأسرى التي قدمتها "حماس" إلى إسرائيل تهدف إلى ضمان إطلاق أسرى سيعملون على تقويض مكانة [رئيس السلطة الفلسطينية] محمود عباس في الضفة الغربية، لذا فإن عباس والسلطة الفلسطينية يعارضان هذه الصفقة، كما يعارضها المسؤولون في واشنطن. ويبدو أن هذه الحقيقة غابت عن أنظار جميع الذين يطالبون الحكومة الإسرائيلية بالإصغاء إلى ما تقوله كل من السلطة الفلسطينية والإدارة الأميركية.