إسرائيل في مواجهة محور إيران - حزب الله
المصدر
مركز بيغن-السادات للدراسات الاستراتيجية

تأسس في سنة 1993 على يد الدكتور توماس هيكت، وهو من زعماء اليهود في كندا، وكان تابعاً لجامعة بار إيلان، وأُطلق عليه هذا الاسم تخليداً لذكرى اتفاق السلام الإسرائيلي -المصري الذي وقّعه مناحيم بيغن وأنور السادات. يعالج مسائل النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني والصراعات في المنطقة والعالم. يميل نحو وجهة نظر اليمين في إسرائيل. كما أصدر المركز مئات الدراسات والكتب باللغتين العبرية والإنكليزية.

المؤلف

 

  • هناك استعدادات عسكرية إقليمية كبيرة جارية حالياً في كل من إسرائيل ولبنان، في إطار سعي كلّ من الجيش الإسرائيلي ومحور إيران - حزب الله الى تحقيق أعلى مستوى من الجهوزية للمواجهة المقبلة المفتوحة بينهما.
  • في جنوب لبنان وفي شرقه في سهل البقاع، نشر حزب الله أكثر من 80,000 صاروخ موجَّه ضد إسرائيل. وهذا يمثل مستوى جديداً من التهديد المحدق بالجبهة الداخلية الإسرائيلية. لقد استطاع الحزب جمع هذه الترسانة الصاروخية الهجومية الضخمة من خلال التمويل الإيراني، وشحنات الأسلحة، واستخدام سورية ممراً لعبورها، بالإضافة إلى ممرات أُخرى لتهريب الأسلحة.
    وبرغم انخراط الحزب بقوة في الحرب الأهلية الدائرة في سورية، لم تتوقف قدراته الصاروخية الهجومية عن النمو، ويركز هذا الكيان الإرهابي الشيعي حالياً على الحصول على صواريخ موجَّهة بدقة متوسطة وبعيدة المدى، بهدف شلّ البنى التحتية المدنية الحيوية في إسرائيل (المرافئ، مطار بن غوريون الدولي، محطات توليد الطاقة) والمراكز العسكرية الحساسة، في النزاع المقبل. ويطمح الحزب للحصول على بطاريات صواريخ أرض - جو متقدمة من أجل تحدي سلاح الجو الإسرائيلي، وأنظمة صواريخ أرض - بحر من أجل استهداف سلاح البحر الإسرائيلي ومنصات التنقيب عن الغاز الطبيعي في البحر المتوسط.    
    إن "فيلق القدس" الإيراني هو المسؤول عن وصول الأسلحة إلى حزب الله في لبنان حيث يجري إخفاؤها داخل منازل المدنيين المبنية بأسطح قابلة للسحب، مما يسمح بإطلاق الصواريخ ضد إسرائيل.       
  • وفي إسرائيل يجري العمل على إعداد رد عسكري على هذا التحدي بهدف توجيه ضربة سريعة تقضي على الحزب. ويخطط الجيش الإسرائيلي لاستخدام تشكيلة مركّبة غير مسبوقة من قدراته الجوية، بالتضافر مع مناورة برية خاطفة، للقضاء على حزب الله كقوة قتالية لسنواتٍ طويلة. وتستند هذه المقاربة إلى مصادر استخباراتية جديدة، وقوة ضاربة جوية – لم تُستخدم بكامل طاقتها حتى الآن –  تمكّن الطائرات المقاتلة من تدمير مئات الأهداف في اليوم الواحد بواسطة قنابل موجهة بدقة، الأمر الذي يشكل مستوى هائلاً من القوة النارية.    
  • وتعتمد قدرات الجيش الإسرائيلي الجديدة على ثورة تكنولوجية في مجال الشبكات الحاسوبية تمكّن أسلحة الجيش الثلاثة – سلاح الجو، والقوات البرية، وسلاح البحر - من تنسيق ضرباتها والبقاء على تواصل وتنسيق معلوماتي بشعبة الاستخبارات العسكرية في الوقت الفعلي. وتسمح هذه التكنولوجيا لكلّ من هيئة الأركان العامة والمستويات القيادية في الميدان- في الشعبة، واللواء، ومستويات قيادة الكتيبة- بالاستفادة من قدرات القيادة والتحكم المعزّزة.    
  • هناك جدل داخلي دائر في السنوات الأخيرة في أعلى مستويات القيادات العليا في الجيش الإسرائيلي بشأن أفضل الطرق للقضاء على تهديد صواريخ حزب الله، وخصوصاً بشأن الحاجة إلى إشراك قوات برية، ولا سيما أن سلاح الجو الإسرائيلي طوّر قوة نارية فتاكة إلى هذا الحد.
  • ويبدو أن صانعي القرار العسكريين انحازوا إلى صف أولئك الذين يعتقدون أن إشراك العنصرين [سلاح البر وسلاح الجو] أمر جوهري في أي نزاع شامل من أجل ضمان انتصار سريع قدر الإمكان. وفي إطار التركيز المتواصل على تعزيز القوات البرية، يقوم الجيش الإسرائيلي بتصنيع نموذج متطور من دبابات "ميركافا - 4"، وإنتاج ناقلات جند مدرعة من طراز "نَمِر" للاستخدام في كتائب المشاة المعززة. لكن خط إنتاج ناقلات الجند "نمِر" توقف اخيراً من جراء التقليص الملحوظ في ميزانية الدفاع.   
  • إلى جانب ذلك، تمحورت مناورات وتدريبات الوحدات البرية في السنوات الأخيرة حول ضرورة التعاون الوثيق قدر الإمكان بين مختلف الوحدات العسكرية عند التوغل في أرض العدو. فالقوات البرية الملدوغة بشكل سيئ بسبب أدائها الضعيف خلال حرب لبنان الثانية في العام 2006، تستعد للمواجهة المقبلة مع حزب الله من خلال التدرب على عملية اجتياح خاطفة لجنوب لبنان، وعلى تدمير البنى التحتية لحزب الله، من خلال استخدام تشكيلة من الدبابات، والمشاة، والمدفعية وسلاح الهندسة.
  • يخشى حزب الله كثيراً قوة النيران الإسرائيلية. ولذلك، فهو يستغل وجوده في سورية ومساهمته في المجهود الحربي العلوي الإيراني الهادف الى إبقاء بشار الأسد في سدة الحكم، من أجل محاولة إدخال أسلحة استراتيجية إلى لبنان لاستخدامها لاحقاً ضد إسرائيل. وحسبما تفيد تقارير إعلامية دولية، تصل شحنات الأسلحة الإيرانية إلى سورية بانتظام، الأمر الذي يسهّل تهريبها إلى حزب الله. لقد بات نظام الأسد مديناً في بقائه لإيران وحزب الله، ويظهر أنه يرضخ كلياً للمطالب الإيرانية بشأن تسهيل نقل الأسلحة إلى الحزب.
  • لقد رسمت إسرائيل علناً خطوطاً حمراء تحظر إدخال أسلحة متطورة إلى لبنان. وبحسب مزاعم وسائل إعلام أجنبية، تطبّق [إسرائيل] هذه الخطوط الحمراء عملياً من خلال ضربات جوية بعيدة عن الأنظار تستهدف شحنات الصواريخ. وأبرز مثال على ذلك الضربة الجوية الإسرائيلية "المزعومة" ضد قاعدة الصواريخ السورية بالقرب من اللاذقية، التي يقال إنها استهدفت صواريخ أرض- جو روسية الصنع من طراز SA-125. ويسعى حزب الله للحصول على هكذا أنظمة من أجل تعطيل قدرة سلاح الجو الإسرائيلي على العمل في أجواء لبنان.