ثمن تدخل إيران وحزب الله في سورية
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

 

  • واصل حزب الله في الأشهر الأخيرة بتشجيع، وربما تحت ضغط من راعيه الإيراني، تدخله في الحرب الأهلية الدائرة في سورية. فالاعتبارات الإيرانية – التي هي نفسها لدى [السيد] حسن نصر الله- واضحة: إذا سقط نظام بشار الأسد، يسقط معه أيضاً [السيد حسن] نصر الله، وهكذا تصبح إيران حسب ما يخشونه في طهران، الهدف التالي لـ"التحالف غير المقدس" بين الدول الغربية ودول عربية وإسرائيل. وهذا هو مُبرّر تصميمِ إيران وحزب الله لعمل كل ما يلزم من أجل مساعدة بشار الأسد على البقاء في الحكم.
  • إن المساعدة التي يقدمها حزب الله لبشار الأسد ليست كبيرة. ففي سورية يقاتل نحو 200 ألف جندي سوري نظامي ضد نحو 100,000 مقاتل متمرد. وبالتالي، فإن بضعة آلاف من مقاتلي حزب الله لا يمكن أن يرجحوا الكفة. ومع ذلك، فهؤلاء المقاتلون المتمرسون المندفعون حسموا المعركة في بعض المواجهات العسكرية المهمة في عدة مناطق من سورية.
  • وفي الحقيقة، تغيّر مسار المعارك في سورية في الأسابيع الأخيرة، وبدأ النظام رويداً رويداً بدفع المتمردين إلى الوراء. ولا يعني ذلك حدوث تغيّر دراماتيكي في الواقع الدامي والطريق المسدود الذي تعاني منه سورية، وإنما، وللمرة الأولى منذ اندلاع الثورة، فإن الزخم الآن بيد النظام.
  • لكن لتدخل حزب الله وإيران في سورية ثمن باهظ إذ لا يمرّ يوم من دون أن يشيّع الحزب مقاتلين سقطوا ضحايا للقتال هناك. وأُضيفت في الأشهر الأخيرة أيضاً عمليات إرهابية لمجموعات سنية متشدّدة ضد معاقل الحزب في لبنان، وضد أبناء الطائفة الشيعية في هذه الدولة، وأول من أمس أيضاً، ضد مبنى السفارة الإيرانية في بيروت. وتكمن خصوصية التفجير الأخير في أنه للمرة الأولى في لبنان، استُخدم بواسطة انتحاريين ضد تنظيم حزب الله "السلاح" الذي لم يتردد الحزبفي الماضي في استخدامه هذا ضد خصومه.
  • وهناك من يتحدث في لبنان الآن عن "سورنة" لبنان. وبالفعل، فإن التنظيمات العاملة في سورية بإمرة القاعدة على غرار جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الذي يُعرف اختصاراً باسم "داعش"، تسعى الى نقل الحرب من سورية إلى لبنان من خلال عمليات تفجير إرهابية كان لمثلها مفعول كبير في سورية.
  • وإزاء انغماس تنظيم حزب الله في الصراع الدائر في سورية، كانت فقط مسألة وقت قبل أن يسعى المقاتلون المتمردون في سورية ومؤيدوهم في لبنان للانتقام منه بسبب دعمه بشار الأسد. ويجوز افتراض أن هذه العمليات الإرهابية في لبنان ستستمر في المستقبل. ومع ذلك، فإن معظم اللبنانيين يحاولون منع امتداد الحرب من سورية إلى لبنان. بيد أن عناصر الإسلام المتشدد الناشطين على هامش المعسكر السني في لبنان لهم حساباتهم الخاصة، فهم يسعون بالضبط لحرب شاملة تخدم مصلحتهم العليا في السيطرة على الحيّز السوري - اللبناني وفرض معتقداتهم عليه، ولذا هم نفّذوا عمليات ضد إسرائيل في الفترة الماضية سعياً لجرّها إلى مقاتلة حزب الله. 
  • وفي ظل الحرب الأهلية الدائرة في سورية، يبدو أن لبنان أيضاً هو على طريق الغرق في الصراع السني- الشيعي. لكن هناك منذ الآن داخل الطائفة الشيعية في لبنان من يتجرأ على التشكيك في منطق جرّ الشيعة إلى المشاركة في الحرب الدائرة في سورية. وفي إيران أيضاً تُسمع نغمات جديدة، وقد يؤدي اختراق في المفاوضات مع الغرب إلى إعادة النظر في جدوى الغرق في المستنقع السوري واللبناني. وفي هذه الأثناء، سيواصل الانتحاريون تفجير أنفسهم ضد أهداف إيرانية وشيعية في لبنان.