الأسد قبل الحرب هو نفسه بعدها مع عداء مستحكم لحكومة لبنان
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       من قرأ خطاب الرئيس السوري بشار الأسد في تشرين الثاني/ نوفمبر 2005 أو مقابلاته السابقة للصحف العربية يمكنه أن يركّب خطابه يوم أمس مع تعديلات تتطلبها الحرب الأخيرة. كل المركبات اشتمل عليها الخطاب: التأييد الكامل لحزب الله، السخرية والشجب لـ "جماعة 17 أيار" حسبما يسمي أعضاء "تيار المستقبل" بزعامة سعد الحريري على اسم اتفاق السلام "الخياني" الذي جرى التوقيع عليه في 17 أيار 1984 بين حكومة لبنان وإسرائيل، الاستهزاء بسياسة إسرائيل والولايات المتحدة، وبالطبع صمود سورية أمام كل من يريد التنكيل بها.

·       الأسد لا يفاجئ أحداً ليس فقط في خطابه، بل أيضاً في عدم فعله.... لكن هذه المرة تبنى الأسد استعراض عضلات بسيطاً، وبحسبه فإن إعادة هضبة الجولان إلى سورية يمكن أن تتم بطرق أخرى وليس من خلال السلام فقط وهو "وعد" تتطلع إليه حكومة السنيورة لكي يكف لبنان أخيراً عن أن يكون الجبهة السورية.

·       لا يدور الحديث فقط عن تأييد الأسد المعروف لحزب الله، بل أيضاً عن استمرار نضاله ضد "النظام الجديد" في لبنان في أعقاب مقتل رفيق الحريري. فهو نظام خطر من ناحية الأسد، أدى حتى الآن إلى أمرين سيئين: انسحاب قواته من لبنان ولجنة التحقيق الدولية التي ستواصل الحفر داخل أروقة النظام السوري. وفي المرحلة المقبلة يخشى الأسد من أن يدير السنيورة مفاوضات منفردة مع إسرائيل، وبذا ينفصل سياسياً عن سورية ويعزل دولة عربية أخرى من دائرة النضال إلى دائرة السلام. ومع أن هذا السيناريو غير واقعي إلاّ إن الأسد لا يثق بأي مندوب لحكومة لبنان عدا حفنة ضئيلة من وزراء بقوا أصدقاء سورية وهم الآن في صف الأقلية.

·       موقف الأسد يوضح للبنان علناً أن في مقدور حزب الله مواصلة الاعتماد على سورية. وأهم من ذلك أن سورية تحتفظ لنفسها بالحق في اتخاذ سياسة تلوي ذراع حكومة لبنان إذا رأت أن ذلك صحيح أو إذا ما طلب حزب الله ذلك. ويمكن فعل ذلك على مستويين: بواسطة قدرة سورية على لجم نقل البضائع والبشر من لبنان إلى الدول العربية والمس باقتصاد لبنان وبواسطة مسألة مزارع شبعا.

 

المزيد ضمن العدد 20