رايس تبشر الإسرائيليين بمشاركة السعودية في اللقاء الدولي وباراك يذكرها بالهلال الشيعي
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·      بعد سلسلة من الزيارات المحبطة إلى المنطقة تميزت بمحادثات غير لطيفة مع رئيس الحكومة إيهود أولمرت، جاءت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس هذه المرة إلى القدس وهي تتأبط إنجازاً: موافقة أولية من السعودية على المشاركة في مؤتمر السلام  (اللقاء الدولي) الذي يرغب الرئيس جورج بوش في عقده في الخريف المقبل. ومن الواضح لجميع الأطراف المعنية أن حضور السعودية يعد مفتاحاً لنجاح المؤتمر.

·      في الأسبوع الماضي قرأ الملك السعودي عبد الله في صحيفة "نيويورك تايمز" أن هناك مشاكل في علاقاته بواشنطن، ولكي يعدل الانطباع كرّم رايس ووزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، بعشاء فاخر في قصره في جدّة يوم الثلاثاء الماضي.

·      يطالب السعوديون بأن يتم بحث القضايا الرئيسية للنزاع - الحدود الدائمة والقدس واللاجئون - كثمن لمشاركتهم في مؤتمر السلام. وقد طالب أولمرت، رداً على ذلك، بأن يكون المندوبون السعوديون إلى المؤتمر من المستوى السياسي السعودي الرفيع، لا من الموظفين أو السفراء.

·      عادت إدارة بوش الثانية هذا الأسبوع إلى معادلة إدارة بوش الأولى القائمة على عقد تحالفات إقليمية وضمان استقرار الأنظمة وربطها بالولايات المتحدة بواسطة صفقات أسلحة مغرية، وبعقد مؤتمر إقليمي للسلام أيضاً. ويجدر بإسرائيل أن تتذكر أن عملية السلام المتجددة التي تدفعها رايس قدماً ليست إلا ساحة ثانوية للمعركة الرئيسية بشأن الخليج الفارسي.

·      أدى وزير الدفاع إيهود باراك دور "الشرطي الشرير" خلال زيارة رايس. فقد قال لها: إنك تركزين على الفلسطينيين، لكن لا يجوز أن تنسي "الهلال الشيعي" الممتد من إيران عبر سورية إلى حزب الله وحماس. يجب إيجاد حل إقليمي شامل.

·      يبدو باراك شيئاً فشيئاً مثل أريئيل شارون. صحيح أن لغته الإنكليزية أفضل، لكن رسائله مثل رسائل شارون، وتتضمن أن السبب الرئيسي للنزاع الإسرائيلي- العربي هو رفض العرب قبول دولة يهودية بينهم. وهو يرى أن الاهتمام بالفلسطينيين مهم، إلا أن أمن إسرائيل وسكانها هو فوق أي شيء.

سمعت رايس من أولمرت أقوالاً متحمسة بشأن اتفاق المبادئ والدولة الفلسطينية، لكنها لم تنجح حتى في إزاحة حاجز إسرائيلي واحد في الضفة الغربية من مكانه، أو في تحريك مسألة إعادة مدن الضفة الغربية إلى المسؤولية الأمنية للسلطة الفلسطينية. وقال أولمرت وباراك لرايس إن ذلك مرهون بقيام الفلسطينيين بتطوير أجهزتهم الأمنية، في حين تحدّث شمعون بيرس، نصير الخيار الأردني، عن الفارق بين الضفة وغزة. يبقى أن نرى هل أن رايس ستواصل جهودها لعقد مؤتمر سلام وتترجمه إلى عملية دبلوماسية حقيقية، أو ستكتفي بحدث إعلامي.