احتمال تغيير الإسرائيليين سياسة إدارة الظهر للفلسطينيين ضئيل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·      يمكن الاستخفاف بتصريحات الحكومة الفلسطينية التي جرى إضعافها، والتي تحتاج إلى المساعدة من الأميركيين، وأيضاً من المحتل، مهما تكن هذه المساعدة. لكن التصريحات الواضحة التي تصدر عن الذين يقفون على رأسها لا تترك مجالاً للشك في أن مسار الزمن الدائري، الذي يميز النزاع، أكمل دورة أخرى. نحن على عتبة "عملية سلام" كالتي جرت بين الأعوام 1993- 2000، وجميع الضالعين فيها ينفضون الغبار عن رسائل اتفاق أوسلو وملحقاته.

·      هذا الشعور بأننا اختبرنا ذلك من قبل، مهما يكن مفهوماً، يتغاضى عن التجربة المتراكمة في الانتفاضة وعن العبء الدموي والكراهية والتطلع إلى الثأر التي غيّرت علاقات المجتمعَيْن من الأساس. لكن ما كان ليس بالضرورة هو ما سوف يكون. ومن غير الحتمي أن تنتهي "العملية" الحالية كسابقتها إلى انتفاضة جديدة. يمكن أن يتبنى الطرف المهزوم الذي دفع ثمناً باهظاً نتيجة للمقاومة الفاشلة، مرة أخرى، صيغة الصمود التي تعود إلى بداية الثمانينيات، أي "تمسك الفلسطيني بأرضه"، وأن يدع جانباً العنف ويركز على تطوير الاقتصاد والرفاه والتربية والديمغرافيا كإستراتيجية وطنية. عندها ستواجه إسرائيل تحدياً أكبر من تحدي الانتفاضة المسلحة هو تحدي الكفاح الجماهيري المدني السلمي.

·      إن احتمال أن يغيّر الإسرائيليون مقاربتهم التي تدير الظهر للفلسطينيين وترفع جدران الفصل عالياً، هو احتمال ضئيل. غير أن استراتيجية الصمود ستؤدي إلى الشعور بأن الأمور طبيعية، وهذا ما يتيح تقديم بوادر حسن النية تجاه الفلسطينيين، وستدفع هذه البوادر عملية التعايش إلى الأمام. تبقى مشكلة، هي أن عملية كهذه ستكون محصورة في قسم غير كبير من الشعب الفلسطيني، ولن تشمل المدينة ـ الدولة الآخذة في التبلور في غزة، ولن تشمل الشتات الفلسطيني.