ديناميكية الواقع في المنطقة تقرّب المواجهة بين سوريا وإسرائيل وإن لم ترغبا فيها
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

·      منذ نحو عام والرئيس بشار الأسد يبعث، كلما سنحت له الفرصة، برسائل واضحة ومثابرة ومنهجية إلى إسرائيل تفيد أن سورية معنية بتجديد المفاوضات، بل حتى بإحراز اتفاق سلام مع إسرائيل يعيد هضبة الجولان كاملة إلى دمشق. لكن إذا فشلت عملية سياسية كهذه فستدرس سورية إمكان اللجوء إلى الخيار العسكري من أجل استعادة الجولان.

·      ينبغي أن نبدأ التعامل بجدية مع بشار الأسد. فهو جالس على كرسيه منذ أكثر من سبعة أعوام، وهذا إنجاز محترم بحسب المقاييس السورية. إن استعداده الحذر والمتحفظ لإحراز سلام مع إسرائيل نابع من ميراث والده، ومن إجماع واسع في صفوف الرأي العام السوري على تسوية النزاع مع إسرائيل سياسياً. أما تهديداته ضد إسرائيل فهي نابعة من ثقة ذاتية مفرطة، كما أنها تعكس قراءته المغايرة لقراءتنا بشأن نتائج الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله في الصيف الماضي.

·      إن تحقيق سلام بين إسرائيل وسورية في هذه الأيام مهمة شبه مستحيلة. من السهل اتهام الحكومة الإسرائيلية بعدم الرغبة في الإقدام على عملية سياسية مع سورية، لكن ينبغي القول إن بشار الأسد أيضاً يتحمل المسؤولية عن ذلك. فهو يتحدث عن السلام لكنه غير مستعد للقيام بأي بادرة حسن نية نحو الجمهور في إسرائيل.

من المحتمل ألا يكون الأسد متجهاً نحو عملية عسكرية مدبرة ضد إسرائيل. لكن للواقع في المنطقة ديناميكية خاصة به، وهي ديناميكية سلبية، وتقرّب الدولتين من المواجهة حتى لو لم تكونا راغبتين فيها. بشار الأسد يرغب في كسر الجمود الذي يحيط به من كل جانب، داخلياً وخارجياً. ويجب أن نتذكر أن جموداً مماثلاً أدى إلى أن تتخذ مصر قرار شن حرب يوم الغفران (حرب تشرين الأول/ أكتوبر) في عام 1973.