من دون مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين لا معنى للمبادرة السعودية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·      إذا شارك وفد سعودي رفيع المستوى فعلاً في المؤتمر الدولي إلى جانب وفد إسرائيلي فسيعتبر ذلك اختراقاً مهماً من ناحية إسرائيل مع أنه ليس الاختراق الأول. ففي مؤتمر مدريد عام 1991 حضر بصورة مفاجئة الأمير بندر بن سلطان الذي يشغل الآن منصب الأمين العام لمجلس الأمن القومي السعودي وهو، وعلى ما يبدو يؤدي دوراً مهماً في نسج العلاقات بين السعودية وإسرائيل.

·      تعتبر مشاركة السعودية في مؤتمر دولي ذات أهمية كبيرة في ترسيخ الإجماع العربي الذي تم التوصل إليه في مؤتمر القمة العربية في بيروت عام 2002. ويستند هذا الإجماع إلى المعادلة التي يتعين على إسرائيل بموجبها أن تنسحب من جميع المناطق (المحتلة) بما في ذلك الجولان والموافقة على حل معقول لمشكلة اللاجئين في مقابل التطبيع الكامل مع جميع الدول العربية. هذه المشاركة هي بادرة حسن نية رمزية في إمكانها أن تساعد الحكومة الإسرائيلية على أن تسوّق للجمهور الإسرائيلي الجائزة التي تنتظر إسرائيل إذا وافقت على شروط المبادرة العربية.

·      يهدف توقيت الإعلان السعودي بشأن المشاركة في المؤتمر الدولي إلى بث رسائل مهمة إلى عدة لاعبين في المنطقة. من بين هؤلاء إيران التي في وسعها أن تفهم من ذلك أن الصداقة التي بنيت مع السعودية في أثناء زيارة محمود أحمدي نجاد إلى الرياض في آذار/ مارس الماضي مرهونة بموقف إيران من عملية السلام. وسورية تفهم من ذلك أن عليها، كي تشارك في المؤتمر الدولي وتحسن علاقاتها مع السعودية، أن تفعل شيئاً أبعد من خطاب الأسد ومن الدعوة إلى السلام. كما أن الحضور السعودي يضيف غطاء عربياً لمصر والأردن. وبات واضحاً لحماس أنها إذا كانت راغبة في لجم عملية تهميشها عليها أن تسارع إلى دفع المفاوضات مع محمود عباس قدماً.

·      مع ذلك ليس في إمكان المشاركة السعودية في المؤتمر الدولي أن تكون بديلاً من المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين. ومن دون مفاوضات كهذه، ومن دون حصول تقدّم مع سورية، لا معنى إطلاقاً للمبادرة السعودية.