اتساع الهوة بين الخطاب الدبلوماسي وبين الواقع الميداني
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      ثمة أنباء سارة هي أن هناك إشارات إلى تحرك في العملية السياسية. للمرة الأولى منذ سبعة أعوام أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية أن هناك شريكاً فلسطينياً هو محمود عباس وسلام فياض. وللمرة الأولى منذ سبعة أعوام أيضاً تنطلق من مقر الحكومة في القدس مبادرات سياسية. وقد أقنع إيهود أولمرت الكاتب عاموس عوز، وهو المعلم الروحي لليسار الصهيوني، بجدية نيته في الانسحاب من مناطق (محتلة). وطوني بلير يتجول في المنطقة. والإدارة الأميركية تنظم مؤتمر سلام في الخريف المقبل.

·      لكن الأنباء السيئة هي أن المبادرات والخطط الجميلة تتعامل مع واقع متخيل؛ مع افتراض أن دولة فلسطينية ستقام فعلاً. فحقيقة الأمر هي أن عباس وفياض ضعيفان للغاية، ولن ينجحا في فرض الأمن والنظام على الضفة الغربية.

·      المشكلة الرئيسية من ناحية إسرائيل تكمن في إطلاق صواريخ القسام. إسرائيل ليست مستعدة للموافقة على وضع تكون فيه مدنها الرئيسية ومطارها الرئيسي في مرمى نيران الصواريخ الفلسطينية. الأشخاص الذين اجتمعوا مؤخراً إلى وزير الدفاع إيهود باراك سمعوا منه أنه ليس في وسع إسرائيل أن تتنازل عن سيطرتها الأمنية على الضفة الغربية، على الأقل حتى تتزود بنظام لاعتراض الصواريخ القصيرة المدى. وهذا مشروع يحتاج إلى مدة تتراوح بين ثلاثة وخمسة أعوام.

·      ثمة شك حتى في حصول انسحاب رمزي من عدد من البؤر الاستيطانية أو المستوطنات المعزولة. وسيدّعي الجيش أن قواته منهمكة بالتدريب والإعداد للحرب في الشمال، وليس في وسعها التفرغ لمواجهات مع المستوطنين.

·      في ظروف كهذه تتسع الهوة بين الخطاب الدبلوماسي وبين الواقع الميداني. صحيح أن أحاديث السلام تبقى أفضل من المماحكات لكنها تنطوي على خطر نشوء توقعات مبالغ فيها لدى الطرف الفلسطيني. ومن شأن تبدّد هذه التوقعات أن يؤدي مرة أخرى إلى خيبة الأمل وتجدد المواجهة. إن أولمرت يفهم ذلك ويحاول جسر الهوة بالتوصل إلى اتفاق مبادئ. وثمة طريقة أخرى لترجمة النيات الحسنة إلى تغييرات على الأرض، مثل تسهيل حرية حركة الفلسطينيين في الضفة.