اعتماد إسرائيل على الدبلوماسية الفرنسية بشأن الملف الإيراني خطأ جسيم
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف
  • يعاني الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند تراجعاً كبيراً في شعبيته داخل بلاده، وتظهر الاستقصاءات أنه الرئيس الأقل شعبية في تاريخ الجمهورية الخامسة. وهو يعتبر من الأشخاص المترددين والمنقطعين عن الواقع. ويبدو أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، الذي استخدم بضع كلمات بالفرنسية أثناء استقباله هولاند، لا يقرأ افتتاحيات الصحف الفرنسية مثل "لو موند" وليبراسيون". فلو كان يفعل ذلك لأدرك أن باريس هي دعامة من قصب.
  • في الصباح وأثناء استقبال هولاند في مطار بن- غوريون هتف نتنياهو "تحيا فرنسا"، لكن الرئيس هولاند في اللقاء المسائي أوضح إلى أين تتجه الأمور. ومع الأسف الشديد، فإنها لا تتجه نحو معاودة التحالف الاستراتيجي بين إسرائيل وفرنسا كما كان في مطلع الستينيات.
  • في المؤتمر الصحافي تحدث هولاند عن منع إيران من الحصول على سلاح نووي، وليس عن تقليص قدرتها على تطوير مثل هذا السلاح، وهذا الموقف مشابه للموقف الأميركي. كما تحدث بفخر عن تنازل إيران المطلق عن السلاح النووي، بعدها تطرق إلى التفاصيل وتوقف أمام أربعة شروط للتوصل إلى اتفاق في جنيف: مراقبة كاملة من جانب المجتمع الدولي للمنشآت النووية (وهو أمر يوافق عليه الإيرانيون)، تجميد تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% (يوافق الإيرانيون على ذلك كذلك)، تقليص مخزون اليورانيوم المخصب (لقد وافق الإيرانيون على تحويل جزء منه إلى وقود ذري)، ووقف بناء المفاعل النووي في أراك (وهو موضوع يجري بلورة تسوية بشأنه).
  • وتوقع هولاند أن يلبي الاتفاق الذي سيجري التوصل إليه في جنيف هذه المطالب، وانتهى إلى القول إن الاتفاق أفضل من الهجوم العسكري. وهكذا اتضح بعد الاستقبال الحار الذي حظي به هولاند، أن موقف الرئيس الفرنسي والدول العظمى قريب جداً من مخطط الاتفاق مع إيران.
  • في جميع الأحوال، فإن الاعتماد على الفرنسيين في هذه المسائل سيكون خطأ جسيماً. فثمة توجه أساسي للديبلوماسية الفرنسية هو المرونة من دون حدود. ويعتبر هولاند نفسه مرناً للغاية حتى لا نقول رخواً.
  • تجد إسرائيل نفسها اليوم في وضع معقد جداً، فاحتجاجات رئيس الحكومة على الاتفاق من شأنها أن تؤدي إلى تشدد موقف الغرب، لكن واشنطن تشعر بأنها مستهدفة بسلوك إسرائيل الأخير الذي تعتبره شنيعاً.
  • وعلى افتراض أن الفرنسيين لا يخدعوننا، ففي النهاية أميركا هي التي ستحدد التوجه. وفي حال التوصل إلى اتفاق مع إيران حتى لو حظي برضى إسرائيل، فإن الإدارة الأميركية لن تنسى أبداً ما فعلته القدس في الأيام الأخيرة.
  • من الطبيعي أن يرد رئيس الحكومة على ذلك بأنه فعل ما يتطلبه أمن إسرائيل حتى لو كان الثمن خلافاً شخصياً مع الإدارة الأميركية. لكن إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق في جنيف، هل ستقوم الإدارة الأميركية الحالية بالتنسيق ودعم عملية عسكرية إسرائيلية ضد إيران؟ بعد كل ما حدث في الفترة الأخيرة ثمة شك كبير.