نتنياهو لهولاند: الصفقة مع إيران خطر يهدد العالم بأسره
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

قبل أيام من معاودة المفاوضات بين الغرب وإيران، يواصل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مساعيه الرامية إلى إحباط إمكانية التوصل إلى اتفاق سيئ بينهما. وضمن هذا السياق تدخل زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى إسرائيل يوم أمس [الأحد] حيث استقبل بحفاوة بالغة من نتنياهو ورئيس الدولة شمعون بيرس.

وذكر مسؤولون إسرائيليون كبار اطلعوا على تفاصيل اللقاء بين هولاند ونتنياهو وبيرس، أن الرئيس الفرنسي شدد على أن بلاده هي التي أصرت في الجولة الأخيرة للمفاوضات في جنيف على التشدد فيما يتعلق ببنود الاتفاق مع إيران، في حين كانت الدول الأخرى المشاركة في المفاوضات تتلهف للتوصل إلى اتفاق بأي ثمن. وقال هولاند: "هناك دول تعتبر مجرد التوصل إلى اتفاق بمثابة انجاز. لكن الدبلوماسية الفرنسية كانت وستبقى صارمة، وكان واضحاً منذ البداية أننا نحن من وضع الشروط".

وأعرب هولاند أمام نتنياهو وبيرس عن تقديره بأنه سيتم توقيع الاتفاق مع إيران خلال الجولة المقبلة من المفاوضات التي ستبدأ في جنيف يوم الأربعاء المقبل. واستناداً إلى كلامه، فإن صيغة الاتفاق التي جرت بلورتها "أكثر جدية وصرامة"، وتضمن عدم تمكين إيران من صنع سلاح نووي.

واستناداً إلى مسؤولين إسرائيليين كبار، فقد أوضح الرئيس الفرنسي للقادة الإسرائيليين أنه بعد توقيع الاتفاق هناك خطر دائم من أن تلجأ إيران إلى الكذب والخداع. وأضاف: "لكنني أتعهد لكم أنه منذ اللحظة التي نكتشف فيها أن إيران تكذب أو أنها خرجت عن الاتفاق، فإن العقوبات ستفرض عليها من جديد وبشدة أكبر".

وفي المؤتمر الصحافي المشترك بين نتنياهو وهولاند، أعرب رئيس الحكومة الإسرائيلية عن قلقه من أن الصفقة التي ستتم الموافقة عليها قريباً في جنيف هي "صفقة سيئة وخطرة". وفي رأيه أن الصفقة التي تجرى بلورتها في جنيف لن تمنع إيران من التقدم في اتجاه الحصول على القنبلة النووية الأولى خلال وقت قصير. وأضاف أن الاتفاق لن يحل المشكلة الأساسية – تخصيب اليورانيوم - وسيترك لإيران القدرة على إنتاج ما يكفي من المواد المخصبة من أجل انتاج سلاح نووي خلال فترة تراوح بين ثلاثة أسابيع و 26 يوماً كحد أقصى.

وأعرب نتنياهو عن قلقه من أن تقوم إيران بعد التوقيع على الاتفاق المؤقت مع الدول العظمى بتمييع المفاوضات بشأن الاتفاق الشامل والدائم، ومن أن تستفيد من تخفيف العقوبات الاقتصادية الصارمة المفروضة عليها، مما قد يؤدي إلى انهيار نظام العقوبات كله. وأضاف نتنياهو: "إن التنازلات التي تقدمها إيران في إطار الاتفاق غير مهمة. وإسرائيل لا ترى نفسها ملزمة باتفاق سيئ مع إيران، وستحتفظ بحقها في الدفاع عن نفسها بقواها الخاصة".

وتناولت اللقاءات بين هولاند ونتنياهو عملية السلام مع الفلسطينيين. وقال الرئيس الفرنسي لنتنياهو وبيرس إن اتفاق السلام مع الفلسطينيين سيعزز الاستقرار في المنطقة وسيسمح بتقدم العلاقات مع الدول العربية المعتدلة. وحث هولاند نتنياهو على مواصلة إطلاق الأسرى الفلسطينيين، والقيام بخطوات من أجل وقف البناء في المستوطنات.

وكان الرئيس الفرنسي أوضح اليوم [الثلاثاء] أنه ينوي أن يطلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس القيام بمبادرات حسن نية تجاه إسرائيل.