تقرير مراقب الدولة بشأن التقصير في إخماد حريق الكرمل يكشف عدم جهوزية الجبهة الخلفية في حالات الطوارىء
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       إن المشكلات الخطرة التي يكشفها تقرير مراقب الدولة ميخا لندنشترواس بشأن حريق الكرمل، والمتعلقة بنوعية التحضيرات المسبقة للأجهزة العملانية في إسرائيل وكيفية اتخاذ القرارات في القيادة، لا يجب أن تفاجىء أحداً، ولا سيما الذين قرأوا قبل أسبوع تقارير المراقب عن أداء المجلس القومي الأمني خلال قضية الأسطول التركي.

·       ثمة مسألة أخرى مهمة يثيرها تقرير مراقب الدولة عن كارثة حريق الكرمل، وهي مدى جهوزية الجبهة الخلفية لمواجهة حالات الطوارىء، عسكرية كانت أم غير عسكرية.  إذ تشكل فرق الإطفاء، التي بيّن حريق الكرمل بؤس أحوالها، جزءاً مهماً من قوات الإغاثة في حالات الطوارىء، وثمة أهمية كبيرة لمهارة الإطفائيين ودرجة جهوزيتهم، سواء أكان الأمر يتعلق بإطفاء الحرائق في الغابات أم بسقوط الصواريخ والقذائف من لبنان وإيران.

·       وتبدو هذه المشكلة اليوم أكثر أهمية من المعتاد، ولا سيما في ظل فشل جولة المفاوضات بين الدول الكبرى وطهران في موسكو، وفي ظل مخاوف العالم الكبيرة من هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية. هناك خبراء يشرحون لنا أن الخطر الذي تشكله الصواريخ على الجبهة الداخلية هو أقل مما قد يبدو للوهلة الأولى، وأن تقيد المواطنين بتوجيهات قيادة الجبهة الخلفية من شأنه أن يقلص الأضرار التي قد يتسبب بها هذا الهجوم. إلاّ إن الدفاع عن الجبهة الخلفية مرتبط بأداء العديد من أجهزة الإغاثة التي تعمل بصورة مستقلة بعضها عن بعض، ويبدو أن جهاز الإطفاء هو الحلقة الأضعف بينها.

·       لقد كشف التقرير الأخير افتقار رجال الإطفاء إلى التدريبات والتمرينات، فضلاً عن تدني المستوى العملاني لديهم، والنواقص الكبيرة في المعدات، وهذه جميعها أمور كان يعرفها المسؤولون قبل وقوع كارثة الحريق.

·       بعد مرور عام ونصف العام على كارثة الكرمل، لا تزال هناك ثغرات بارزة في إعداد الجبهة الخلفية للحرب، فوضع الملاجىء العامة ما زال سيئاً، ولا تزال عناصر مهمة بحاجة إلى مئات الملايين من الشيكلات (في الوقت الذي تصرف فيه ميزانيات ضخمة على  المسائل الهجومية)، كما أن هناك نقصاً في الأقنعة الواقية من الغازات يطال ثلث السكان، وهذا أمر مقلق جداً في ظل التخوف من انتقال الأسلحة الكيماوية التي في حيازة نظام الأسد في سورية.

مما لا شك فيه أن أموراً كثيرة تم إنجازها من أجل الجبهة الخلفية بعد الإخفاقات التي كشفتها حرب لبنان الثانية في سنة 2006 وحريق الكرمل، لكن ثمة شكاً كبيراً في أن ما أُنجز حتى الآن كاف لإصلاح التقصير.