أسباب فشل المحادثات النووية في موسكو مع إيران
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       فشلت المحادثات المكثفة التي جرت في موسكو يومي الاثنين والثلاثاء بين الدول الست - الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وألمانيا - وبين إيران، وذلك بسبب إخفاق الطرفين في جسر الثغرات الكبيرة في المواقف بينهما وإحداث انعطافة في المفاوضات.

·       وذكر دبلوماسي غربي فضّل عدم الكشف عن اسمه، أن إحدى النقاط الخلافية الأساسية التي كشفتها محادثات موسكو تتعلق بمنشأة تخصيب اليورانيوم الموجودة تحت الأرض في فوردو بالقرب من مدينة قم. واستناداً إلى كلامه فقد تطرق الإيرانيون، بصورة عامة، إلى مطلب وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20٪، وإخراج الكميات المخصبة خارج الأراضي الإيرانية، إلاّ إنهم رفضوا التحدث عن منشأة فوردو، وادعوا أن هذه ليست منشأة عسكرية وبالتالي ليس هناك ما يمكن الحديث عنه. وعلّق الدبلوماسي على ذلك بالقول "لقد أدركنا أن فوردو هي بالنسبة إليهم خط أحمر."

·       وفي الواقع فإن الإيرانيين، الذين خرجوا من الجولة الثانية للمفاوضات في بغداد بانطباع أن الدول الكبرى تريد التوصل إلى حل بصورة يائسة، قدموا إلى موسكو واثقين من أنفسهم. في المقابل، أدرك مندوبو الدول الكبرى أن رفع مستوى التوقعات قبل مفاوضات بغداد كان خطأ، لذا جاؤوا مع كثير من الشكوك ومعهم رسالة واحدة مفادها "صحيح أننا نريد التوصل إلى اتفاق، لكن ليس بأي ثمن."

·       وروى الدبلوماسي الغربي أن مندوبي الدول الست الكبرى وجهوا أكثر من مرة خلال المحادثات تهديدات مبطنة وتحذيرات إلى الوفد الإيراني تدل على أنهم غير مستعجلين ويفضلون عدم التوصل إلى اتفاق على التوصل إلى اتفاق سيىء.

·       ووفقاً للدبلوماسي نفسه فقد قال مندوبو الدول الكبرى للإيرانيين إنه لا مشكلة لديهم في وقف المفاوضات والعودة إلى بلادهم لأن ذلك لا يرتب عليهم شيئاً، أمّا إذا ترك الإيرانيون المفاوضات فإن لديهم الكثير ليخسروه. وقد تبنت الدول الكبرى خطاً متشدداً ورفضت طلب الإيرانيين إجراء جولة مفاوضات أخرى على المستوى السياسي، وبدلاً من ذلك قبلت هذه الدول بعقد اجتماع لقانونيين وخبراء في مجال الذرة من أجل  إجراء مناقشة تفصيلية للمواقف التي طرحها الطرفان. وأوضحت الدول الكبرى للإيرانيين أنها تريد رؤية "أفعال ملموسة لا مجرد كلام." 

·       وفوجىء الإيرانيون بالتزام الدول الكبرى موقفاً موحداً، فقد ظنوا أنهم قادرون على جعل الروس والصينيين يقفون إلى جانبهم، لكنهم اكتشفوا في الاجتماعات المنفردة التي عقدوها معهم أن هؤلاء يحملون الرسائل نفسها.

·       لقد وصل الوفد الإيراني إلى موسكو حاملاً عرضاً تضمن اقتراحاً من خمس نقاط، ومن بين المسائل المثيرة للاهتمام في هذا العرض "الفتوى" الصادرة عن خامنئي، والتي تحرم إنتاج السلاح النووي أو الاحتفاظ به. وقد جرى استخدام مقاطع من خطابات خامنئي تعبر عن معارضته السلاح النووي، وعندما طالب مندوبو الدول الكبرى ببعض التوضيحات، أعلن الإيرانيون أنهم يقترحون تحويل الفتوى إلى قرار ملزم في مجلس الأمن، فسارع مندوبو هذه الدول، التي تملك جميعها سلاحاً نووياً، إلى رفض هذا الاقتراح.

ومن المفاجىء أن اسم إسرائيل لم يُطرح في مفاوضات موسكو إلاّ بصورة غير مباشرة، وذلك عندما كرر مندوبو الدول الكبرى مطالبتهم الإيرانيين القيام بخطوات مشجعة على بناء الثقة، فرد جليلي بغضب قائلاً: "لقد قمنا بالكثير من الخطوات، ولم نحصل إلاّ على تهديدات بشن عملية عسكرية ضدنا."