أكد رئيس هيئة الأركان العامة السابق الجنرال غابي أشكنازي أن "الدور الذي يضطلع به نظام بشار الأسد على المستوى الإقليمي أكبر كثيراً مما يبدو للعين المجردة، ذلك بأن معظم سلاح حزب الله في لبنان يصل من ترسانة الأسلحة السورية، فضلاً عن كون الحزب الحليف الرئيسي لإيران." وأضاف أن سقوط هذا النظام سيؤدي إلى إضعاف المحور الإيراني - السوري، وأن الإيرانيين قلقون للغاية جراء ذلك.
وجاءت أقواله هذه في سياق محاضرة ألقاها أمس (الأربعاء) أمام "مؤتمر رئيس الدولة الإسرائيلية" [شمعون بيرس] المنعقد في القدس. وقد شدد فيها أيضاً على أن الوسائل القتالية التي تقلق إسرائيل في الآونة الأخيرة، بما في ذلك الصواريخ المتعددة، مصدرها الجيش السوري، ويصعب التفكير في أن يتصرف أي نظام حكم آخر في سورية على هذا النحو في المستقبل.
من ناحية أخرى، قال أشكنازي إن الحفاظ على العلاقات التي تقيمها إسرائيل مع الجيش المصري يعتبر هدفاً مهماً للغاية، وأشار إلى أن هذا الجيش يشكل قناة الاتصال الوحيدة التي بقيت لدى إسرائيل مع مصر.
وأضاف أن إسرائيل فوجئت كلياً بثورة 25 يناير المصرية، كما أنه من الصعب توقع ما الذي يمكن أن يحدث في مصر في المستقبل. في الوقت نفسه أشار إلى أن إسرائيل كانت دائماً تفضل استقرار النظام [في مصر] على طبيعة هذا النظام، "ومع أن ثمة أهمية كبيرة لأن نكون محاطين بدول ديمقراطية إلاّ إن الاستقرار يبقى أهم كثيراً من أجل أن يكون هناك عنوان للحوار."
وقال إن الرئيس المصري السابق حسني مبارك "لم يكن ديمقراطياً ولا صهيونياً، لكن لا يمكن تجاهل أنه كان بمثابة مرساة للاستقرار الإقليمي، وبهذا المفهوم فإن التطورات في مصر قد تكون سيئة بالنسبة إلى إسرائيل، وما زلنا نذكر كيف قام مبارك في أثناء توقيع اتفاق القاهرة بجر ياسر عرفات [رئيس السلطة الفلسطينية السابق] إلى الطاولة وأرغمه على توقيع الاتفاق."
وكشف أشكنازي أنه في اللقاءات التي عقدت مع قيادة الجيش المصري بعد اندلاع الثورة قال رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي إن المشكلة الأصعب التي ستكون ماثلة أمام أي نظام في مصر كامنة في توفير 90 مليون رغيف خبز كل صباح، وبناء على ذلك فإن التحديات المرتبطة بتطوير الاقتصاد، وإيجاد أماكن عمل، يمكن أن تشكل عنصر كبح لهذا النظام في كل ما يتعلق بالموقف من إسرائيل.
وتكلم في "مؤتمر رئيس الدولة الإسرائيلية" أمس (الأربعاء) الدبلوماسي الأميركي السابق دنيس روس فقال إن صعود قوى إسلامية إلى سدة الحكم في مصر لا يُعد تطوراً مفاجئاً، وأكد أن صعود هذه القوى يشكل أول فصل من فصول السيطرة الإسلامية على جميع الدول العربية.
وأضاف أنه على الرغم من أن الإخوان المسلمين سيحاولون بلورة مستقبل مصر من خلال رواية تتهم الولايات المتحدة وإسرائيل بالوقوف وراء مشكلات بلدهم الداخلية، إلاّ إنه يتعين عليهم أن يدركوا أنهم بحاجة إلى مساعدات خارجية من أجل بناء الدولة المصرية، الأمر الذي يلزمهم أن يتصرفوا بموجب القواعد الدولية، بما في ذلك الحفاظ على اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر مثلاً، كما يتعين عليهم أن يمارسوا سيادتهم الحقيقية على شبه جزيرة سيناء، وأن يحافظوا على حقوق الأقليات، وأن يتيحوا المجال أمام حرية المنافسة السياسية.