كاديما أثبت أنه حزب الحروب
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- على الرغم من أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك هما الشخصان المكروهان أكثر في إسرائيل، إلا إنهما منعا هذا الأسبوع اندلاع حرب أخرى [في قطاع غزة]، وبذا أنقذا السلام. وفي المقابل، فإن المعارضة تصرفت على نحو أهوج، ذلك بأن زعيمة هذه المعارضة تسيبي ليفني [رئيسة كاديما] شجبت ضعف الحكومة ودعت إلى مواجهة حماس بكل قوة، كما أن زميلها شاؤول موفاز [رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست] طالب بشنّ عملية عسكرية واسعة النطاق تقضي على البنى التحتية لحماس.
- ويمكن القول إنه لو كانت ليفني الآن رئيسة حكومة وكان موفاز وزير دفاع لكانت إسرائيل في خضم حرب دموية. ويبدو أن قيادة كاديما لم تتعلم شيئاً من دروس حرب لبنان الثانية [صيف سنة 2006] وعملية "الرصاص المسبوك" [شتاء سنة 2009]، اللتين كانت هذه القيادة مسؤولة عنهما، ويبدو أنها لم تستوعب حدود القوة، ولذا فإن ردة فعلها على التصعيد الأمني الأخير ينمّ عن تفكير عميق ومدروس.
- ولا شك في أن كاديما يتغاضى عن حقيقة أن حماس أبدت قدراً كبيراً من النضج والمسؤولية، كما أنه يتغاضى عن أوضاع إسرائيل المعقدة من الناحية الاستراتيجية في إثر الثورة المصرية، فضلاً عن أنه بسلوكه هذا أثبت أنه حزب الحروب لا حزب السلام.
- لقد درجت إسرائيل حتى الآن على إجراء تحقيقات لتقصي وقائع الحروب التي تندلع، وربما حان الوقت لإجراء تحقيقات تهدف إلى تقصي الجهات التي تحاول أن تصعّد الوضع كما فعل كاديما هذا الأسبوع.
- وإذا كان كاديما ينوي فعلاً أن يقترح مستقبلاً مغايراً لدولة إسرائيل فإن أول ما يتعين عليه فعله هو أن يتغير من الأساس، وأن يثبت أنه حزب السلام لا حزب الحروب.