تحقيق الجيش الإسرائيلي: بذلنا أقصى الجهود لمنع التعرض للجنود المصريين
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

 

  • بيّن تحقيق أولي أجراه الجيش الإسرائيلي بشأن وقائع العمليات المسلحة التي وقعت الخميس الفائت بالقرب من إيلات، أن قوات هذا الجيش بذلت أقصى جهودها لعدم التعرض للجنود المصريين. وقد عرض رئيس شعبة التخطيط في هيئة الأركان العامة الجنرال أمير إيشل، الذي قام مطلع الأسبوع الحالي بزيارة طارئة للقاهرة، نتائج هذا التحقيق أمام عدد من كبار الضباط المصريين، وقدّم لهم قرائن مصورة تثبت هذا الأمر.
     
  • وخلافاً لما تناقلته الصحافة المصرية، فإن التحقيق يؤكد أن الطائرات المروحية الإسرائيلية التي حلقت فوق الأراضي المصرية [لدى قيامها بملاحقة عدد من منفذي العمليات المسلحة] امتنعت من إطلاق النار على سيارات جيب عسكرية تابعة للجيش المصري كانت وصلت إلى منطقة الموقع العسكري المصري بالقرب من الحدود، كما أنها امتنعت من إطلاق النار على الجنود المصريين في الموقع.
     
  • وبينت أشرطة مصورة التقطتها المروحيات الإسرائيلية أن النيران الإسرائيلية أُطلقت على مناطق مفتوحة بالقرب من الموقع العسكري المصري، وذلك بعد التأكد من أن منفذي العمليات أطلقوا نيران أسلحتهم منها، كما بينت أنه بعد ذلك بوقت قصير أقدم هؤلاء المسلحون الذين كانوا موجودين على بعد عشرات الأمتار من الموقع العسكري المصري على إطلاق قذيفة "آر. بي. جي." على مروحية إسرائيلية، وعلى إطلاق نيران من بنادق آلية.
     
  • من ناحية أخرى، فإن تفحص هويات جثث قتلى منفذي العمليات الذين لقوا مصرعهم في الأراضي الإسرائيلية [والذين بلغ عددهم 7 قتلى] بيّن أن 3 منهم على الأقل هم مواطنون مصريون، وأن أحدهم كان عضواً في تنظيم إسلامي مصري متطرف، وكان أدين في محكمة مصرية، لكنه تمكن من الهرب من السجن في أثناء الثورة التي هرب خلالها مئات الأسرى الذين ينتمون إلى مجموعات الجهاد العالمي إلى سيناء، ونجح بعضهم في الدخول إلى غزة. وقد وصل هذا الناشط المصري إلى غزة وانضم إلى صفوف خلية لجان المقاومة الشعبية في القطاع التي خرج أفرادها إلى سيناء ونفذوا العمليات بالقرب من إيلات. ووفقاً لتحقيق الجيش الإسرائيلي فإن لدى إسرائيل أدلة أخرى تفيد أن عدداً من المصريين انضم إلى هذه الخلية المسلحة وبقي مختبئاً معها طوال أسابيع في سيناء مستعيناً بالبدو، وبمواطنين مصريين آخرين مقيمين فيها. 
     
  • ويضيف التحقيق الإسرائيلي أن جنوداً مصريين لمحوا وجود المسلحين قرب موقعهم العسكري قبل تنفيذ العمليات، لكنهم لم يفعلوا شيئاً، وفقط في وقت لاحق خرج ضابط وعدد من الجنود من الموقع العسكري المصري وتوجهوا نحو المسلحين الذين كانوا يطلقون النيران على القوات الإسرائيلية، وطلبوا منهم وقف إطلاق النار، غير أن المسلحين الذين كانوا يرتدون بزات شبيهة ببزات الجيش المصري رفضوا ذلك. ومن الجائز أنه في هذه المرحلة أصيب الجنود المصريون بنيران الجيش الإسرائيلي أو بنيران المسلحين، لكن تحقيق الجيش يشدد على أنه من أجل التأكد من هذا ثمة حاجة إلى إجراء تشريح للجثث من جانب السلطات المصرية.
     
  • ومن المعروف أن ضابطاً و5 جنود مصريين قُتلوا جرّاء هذه الاشتباكات المسلحة، لكن الأمر المؤكد هو أن الضابط و2 من الجنود المصريين قُتلوا بسبب انفجار ألغام زرعها المسلحون، وجرّاء هجوم انتحاري فجر شخص نفسه فيه بالقرب منهم خلال اشتباك مسلح في سيناء اندلع غداة وقوع العمليات المسلحة بالقرب من إيلات.
     
  • ويوجد في حيازة إسرائيل دليل مسجل على أن قائد المنطقة العسكرية الجنوبية الجنرال طال روسو وجّه شخصياً تعليمات إلى القوات والمروحيات الإسرائيلية التي خاضت المعركة ضد منفذي العمليات في ساعات المساء تقضي بتركيز النيران على مصادر إطلاق النار على القوات الإسرائيلية، والتزام الحذر إزاء كل ما يتعلق بالتعرض للموقع العسكري المصري، وللجنود في داخله.
     
  • ويبدو أن إسرائيل قررت عدم نشر نتائج هذا التحقيق كي تمنع جدلاً علنياً وإعلامياً بينها وبين مصر. وفي الوقت نفسه، فإن المؤسسة السياسية الإسرائيلية تدرك أن الشارع المصري يمارس ضغوطاً كبيرة على الحكومة الموقتة وعلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة من أجل قطع العلاقات بإسرائيل، ولذا فضّل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وبموافقة "طاقم الوزراء الثمانية"، أن ينتظر فرصة سانحة أخرى في المستقبل تتيح إمكان إجراء "علاج جذري" لمشكلة إطلاق الصواريخ الفلسطينية على إسرائيل.