· رسالة إلى طوني بلير: لقد التقيتُ وأرشدت مبعوثين كثيرين سابقين حاولوا تقديم المساعدة في حل النزاع. وأنهيت لقاءاتي معهم بتقدير فحواه أنهم سيمنون بالفشل، وللأسف لم أكن مخطئاً في ذلك التقدير. وأعتقد أنك ستفشل أنت أيضاً، إلا إذا تخلصت من مفاهيمك التي لا صلة لها بهذا النزاع.
· سمعتُك تقول عدة مرات إن حل النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني هو شرط لاستقرار الشرق الأوسط وليس هناك خطأ أخطر من هذا. في الإمكان الإشارة إلى عدة نزاعات في الشرق الأوسط بعضها يستغل النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني لمصلحته، لكنها ليست ناجمة عنه، مثل المواجهة بين الإسلام الجهادي والغرب، وبين الشيعة والسنّة، وبين الفُرس والعرب، وبين العرب القوميين والعرب الإسلاميين.
· إن المنطق الأساسي لكثيرين في الغرب (وأيضاً في إسرائيل) يفترض أن طريق حل النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني هي طريق التنازلات الإقليمية. في الوضع الراهن الذي يعتبر فيه الإسلام الجهادي القوة الصاعدة التي تقود الكفاح ضد إسرائيل والغرب فإن أي تنازل إقليمي أو خلافه، بشكل متفق عليه أو أحادي الجانب، سيزيد في قوة هذا الإسلام، وبالتالي يؤجج النزاع.
· الكثيرون في إسرائيل أيضاً، بما في ذلك في المؤسسة السياسية، لا يفهمون أن النزاع المسيطر الآن على المنطقة هو نزاع أيديولوجي لا إقليمي. والأيديولوجيا لا تهزم بواسطة التنازلات. هذا الأمر لم ينجح قبل الحرب العالمية الثانية في مقابل الأيديولوجيا النازية، ولن ينجح الآن.
· لب المشكلة بيننا وبين الفلسطينيين هو أنه لم تقم لديهم قيادة كانت مستعدة للاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية مستقلة.
· ما الذي أوصيك بفعله؟ أن تتخلى عن ممارسة الضغط على إسرائيل، الذي سيبدو، في الظاهر، إنجازاً على المدى القريب، ومحاولة مساعدة الفلسطينيين وإقناعهم بالعمل على استراتيجيا بعيدة المدى، يكون في صلبها إصلاح تربوي وسياسي واقتصاد يقود إلى إقامة مجتمع مدني يقدس الحياة لا الموت، ويقدر حقوق الإنسان والحرية. كما أوصيك بألا تهدر الأموال على تعزيز قوة محمود عباس (أبو مازن) أو تعزيز أجهزته الأمنية.
· في موازاة ذلك يجب العمل على تحييد مشكلة اللاجئين بواسطة حل إنساني، عن طريق إقامة صندوق دولي يعرض على كل عائلة لاجئة مبلغاً كافياً لتأهيلها (يتراوح بين 100 و 200 ألف دولار لكل عائلة) شرط التخلي عن مكانة اللاجئ.
· لا تخضع لإغراء التحادث مع حماس. يجب إلحاق الهزيمة بها وبأيديولوجيتها من أجل مستقبل المجتمع الفلسطيني. المواجهة الأكثر أهمية الآن هي تلك التي بين الإسلام الجهادي والغرب.