إجماع دولي جديد يتبلور بشأن إيران وهجوم نتنياهو على الولايات المتحدة يهدد العلاقات معها
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • إذا كنا غير قادرين على قصف إيران فلنقصف أميركا. هذه هي الاستراتيجية الإسرائيلية الجديدة ضد التهديد الإيراني.
  • لقد بدأت إسرائيل مثل العديد من دول المنطقة في تصوير واشنطن عدواً حقيقياً، مثل مصر التي تهاجم الإدارة الأميركية بسبب العقوبات التي فرضتها عليها بعد سيطرة الجيش على السلطة، والسعودية التي أعلنت نيتها تغيير سياستها حيال الولايات المتحدة بسبب ما تعتبره تقرباً استراتيجياً من إيران. وها هي إسرائيل أيضاً تتبنى سياسة مجنونة، وتتحول فجأة إلى شريكة في الحلف المعادي لأميركا.
  • في المؤتمر الذي عُقد بمناسبة مرور 40 عاماً على وفاة بن- غوريون قال نتنياهو: "إن العديد من الدول العربية تشارك إسرائيل نظرتها حيال تزود إيران بسلاح نووي". لكن ثمة شك في أن يدفع تحالف بين السعودية وإسرائيل نتنياهو إلى تبني المبادرة السعودية في الموضوع الفلسطيني. لكن من يتذكر ذلك أمام الخطر الأميركي الرهيب الذي يقرع أبوابهم.
  • من الصعب على نتنياهو أن يدرك أن دور إسرائيل كان فقط تشجيع المجتمع الدولي على فرض عقوبات على إيران من خلال تصوير الخطر الإيراني وكأنه خطر على العالم كله وليس فقط على إسرائيل. ولولا الخطاب الحاد والتهديد بقصف إيران، لكانت العقوبات على إيران بقيت ضعيفة ولم تكن وصلت إلى مستواها الحالي. ومن دون العقوبات ثمة شك في أن إيران كانت ستغير استراتيجيتها وتتوجه نحو مفاوضات سريعة ومرنة، وتجدد علاقتها مع الولايات المتحدة، وتضغط من أجل التوصل إلى اتفاق سريع.
  • إن النجاح الذي حققه نتنياهو دفعه إلى الاعتقاد بأنه قادر على مواصلة فرض الخطوات الدولية، وتحديد نوعية العقوبات التي ستفرض على إيران وتوفير إجماع دولي حيال الخيار العسكري كخيار حقيقي. ويبدو أن نجاح نتيناهو هذا أعمى بصره، وهو يعتقد الآن أنه قادر على فرض شروط الاتفاق مع إيران وتحدي السياسة الأميركية وتحطيم الأواني في حال لم يستمع الأميركيون إلى تعليماته.
  • لقد انتقل حل الأزمة إلى يد الدول العظمى وإسرائيل ليست واحدة منها. ويبدو أن الاجماع الدولي السابق آخذ في الزوال ويحل محله إجماع دبلوماسي جديد، والأزمات التي يمر بها نتنياهو تحول إسرائيل إلى دولة هامشية وإزعاج لا يحتمل، وتتسبّب بتصدع في شبكة علاقاتها مع أكبر صديق لها.
  • يمكننا أن نفهم حجج نتنياهو، لكنه إذا كان يهدد بأن إسرائيل ستتحرك وحدها وأنها "ليست ملزمة بأي اتفاق يجري التوصل إليه مع إيران"، فلماذا يهمه الاتفاق الذي يتبلور بينها وبين الدول العظمى؟ في الواقع، منذ البداية لم يكن نتنياهو يؤمن بالعمل الدبلوماسي مع إيران.
  • فجأة واشنطن غدرت بنتنياهو، وخيانته بمثابة خيانة لإسرائيل ويهود العالم وذكرى المحرقة. وفجأة تحولت واشنطن إلى العدو الحقيقي الذي يقود العالم نحو الهاوية ويهدد وجود إسرائيل. ولهذا نحن مستعدون للانتحار في معركة ضد الولايات المتحدة، فقط كي نثبت أننا على حق.
  • ما يمكن قوله هنا إن اشتراط موافقتنا على التسوية مع إيران بإعطائنا حق الفيتو على إدارة المفاوضات معها، ضرب من جنون العظمة.