عنصر الردع لم يعد ذا جدوى في سياق الصراع الإسرائيلي - العربي
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

 

  • يمكن القول إن عنصر الردع لم يعد ذا جدوى في سياق الصراع الإسرائيلي - العربي. وفي واقع الأمر فإنه لم يكن ذا جدوى في السابق أيضًا، ذلك بأن حرب الأيام الستة [حرب حزيران/ يونيو 1967] مثلاً، والتي كان من المفترض أن تردع العرب أعوامًا طويلة، لم تمنع نظام عبد الناصر من شنّ حرب الاستنزاف بعد أكثر من عام، كما أنها لم تمنع من اندلاع حرب يوم الغفران [حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973] بعد 6 أعوام.
     
  • وما يجب أن نلاحظه هو أن حرب يوم الغفران، التي رأى العرب أنهم حققوا انتصارًا فيها، أدّت في وقت لاحق إلى التوصل إلى تسوية سياسية في إحدى الجبهات [مصر]، وتسببت بهدوء جبهة أخرى عقودًا طويلة [سورية].
     
  • أمّا بالنسبة إلى المنظمات المسلحة، مثل حزب الله في لبنان وحماس في قطاع غزة، فإن عنصر الردع يُعتبر غير مجدٍ أكثر فأكثر.
     
  • بناء على ذلك، فإن عنصر الردع بات موجودًا فقط في رؤوسنا وتفكيرنا، ولا علاقة له مطلقًا بلجوء إسرائيل إلى استعمال القوة. ويبدو أن اللجوء إلى استعمال القوة ناجم أساساً عن الخشية من أن ينسى أعداؤنا أننا أقوياء في حال عدم استعمالنا القوة مرة كل عدة أعوام.
     
  • وهذا الكلام لا يعني أنني لا أؤيد اللجوء إلى استعمال القوة في حالات معينة، وإنما يعني أن علينا أن نفرّق بين العقاب وبين الردع، ذلك بأن العقاب لا بُد من أن يكون مقرونًا بأهداف واضحة يمكن تحقيقها من دون أن يتسبب بإلحاق أضرار دولية بنا، في حين أن اللهاث وراء الردع يؤدي إلى عرض عضلات لا طائل فيه.