على إسرائيل أن تبلور سياسة جديدة إزاء حماس
تاريخ المقال
المصدر
- يبدو أن المشكلة المركزية التي تعاني إسرائيل جرّاءها في كل ما يتعلق بآخر الأحداث التي شهدتها منطقتا الحدود مع كل من مصر وغزة كامنة في أنها تبلور طرق عمل لا تؤدي إلى تحقيق أي من الأهداف المطلوبة.
- فمثلاً ما زالت إسرائيل تقدّر أن اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس لن يدوم طويلاً، وهو تقدير يتبيّن يومًا بعد آخر أنه خطأ، حتى لو كان هناك تعاون ملموس بين السلطة الفلسطينية وأجهزة الأمن الإسرائيلية في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]. وفي نهاية الأسبوع الفائت كرر رئيس الحكومة الإسرائيلية، وزعيم الأغلبية الجمهورية في الكونغرس الأميركي، تهديدهما لحركة فتح بقطع أموال المساعدات عنها إذا لم تتخلَّ عن اتفاق المصالحة مع حماس، ومن الواضح أن هذا الأمر لن يحدث، وأن أي محاولة لممارسة الضغوط من أجل تحقيق هذا الهدف ستبوء بالفشل.
- في ظل وضع كهذا فإن الخيار الماثل أمام إسرائيل هو إمّا أن تجري حوارًا مع الفلسطينيين كما هم، وإمّا أن تتخذ قرارًا يقضي بعدم إجراء حوار معهم مطلقًا.
- وثمة فرضية خطأ أخرى لدى إسرائيل فحواها أن القيادة العسكرية التي تتولى إدارة شؤون مصر ستدير ظهرها لحركة "الإخوان المسلمين"، وستقف في وجه حليفتها حركة حماس. وهذا الأمر لن يحدث مطلقاً. وبالتالي، فإن على إسرائيل أن تدرس ما إذا كانت المصلحة العليا الناجمة عن ضرورة تطبيق اتفاق السلام مع مصر تستلزم أيضًا بلورة سياسة جديدة إزاء حماس. ولا بُد من القول إنه من دون بلورة سياسة جديدة فإن المواجهة القريبة بين الجانبين ستكون حتميـة.