تقرير مراقب الدولة بشأن سفينة مرمرة أظهر حجم تأثير باراك على نتنياهو في المسائل الأمنية
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

·       مع مرور ثلاثة أعوام ونصف العام على ولاية الحكومة الإسرائيلية، تتكدس الشهادات في وسائل الإعلام وفي المؤسستين العسكرية والسياسية بشأن كيفية تحول إيهود باراك إلى الرجل الأكثر تأثيراً في رئيس الحكومة فيما يتعلق بالمسائل الأمنية، بالإضافة إلى قيامه بتعطيل وتشويه عمل كل الهيئات الأمنية والمستشارين ومتخذي القرارات.

·       لقد سمح نشر تقرير مراقب الدولة بشأن "مافي مرمرة" [السفينة التركية التي سيطر عليها الجيش الإسرائيلي بالقوة]، هذا الأسبوع ولأول مرة، باختلاس النظر إلى الوثائق الرسمية، ورؤية كيف تقلص الطاقم الوزاري الأمني - السياسي المكلف قانونياً معالجة المسائل السياسية والأمنية للدولة ليقتصر على رجلين فقط هما رئيس الحكومة ووزير الدفاع.

·       إن الكيمياء الموجودة بين نتنياهو وباراك في حد ذاتها هي أمر محمود، لكنها تصبح غير مقبولة ومدمرة عندما يسمح رئيس الحكومة لنفسه، ولأكثر من مرة، بالانجرار وراء مغامرات باراك ونزقه.

·       إن التقرير الأخير لمراقب الدولة ليس من شأنه إثارة قلق الناس العاديين، بل وأيضاً قلق الوزراء، أعضاء الطاقم الوزاري المصغر، الذين ينبغي لهم أن يسألوا أنفسهم كيف تحولوا إلى مجلس عديم الأهمية في أيام حكم نتنياهو - باراك. كذلك على كل عضو في الطاقم الوزاري المصغر أن يسأل نفسه متى اجتمع هذا الطاقم آخرة مرة ومتى استمع إلى تقرير شامل سياسي - أمني بشأن الموضوع الإيراني، وبشأن التطورات المأساوية في سورية ومصر؟ وعندما سيُطلب من هذا المجلس التصويت على عملية برية جديدة في غزة، هل ستكون لديه المعلومات الكاملة في هذا الشأن؟

·       إن تقرير "مافي مرمرة" هو إنذار مبكر، "بطاقة صفراء" تحذر مما قد يحدث لاحقاً. ومما لا شك فيه أن عملية اتخاذ القرارات يجب أن تجري بصورة مختلفة، وأن تمر عبر الطاقم الوزاري الأمني - السياسي الذي قد يتعين عليه اتخاذ قرار مهاجمة إيران في حين أن أغلبية أعضائه لا تعرف عن هذا الموضوع أكثر مما يعرفه قارىء الصحف.

·       ومن بين أعضاء هذا الطاقم هناك مَن يتخوف من أنه قد تتم دعوته في دولة بيبي- باراك إلى تصويت سريع على مهاجمة بوشهر في الوقت الذي تكون فيه طائرات سلاح الجو الإسرائيلي في طريقها إلى الهدف.

·       على أعضاء هذا الطاقم أن يسألوا أنفسهم عن حجم تأثيرهم في نتنياهو وباراك فيما يتعلق بالموضوعات الأمنية، هذا إذا كانوا في الأساس يملكون مثل هذا التأثير. إذ يكشف تقرير مراقب الدولة بشأن سفينة "مافي مرمرة" أن النقاش الوحيد والسريع والمرتجل الذي أجراه الطاقم بشأن هذا الموضوع كان في أثناء توجه السفينة إلى إسرائيل. ووفقاً لشهادة نائب رئيس الحكومة ووزير الشؤون الاستراتيجية بوغي يعالون، فقد رفض باراك خلال الاجتماع الرد على الأسئلة التي تناولت المسائل العملانية.

·       يتضح اليوم أن طاقم الوزراء التسعة [بعد انضمام موفاز إليه] ليس سوى هيئة رمزية وأداة سياسية في يد نتنياهو، ولم يعد هيئة لها تأثيرها في المسائل السياسية والأمنية.

·       ليس هناك ما يدعو نتنياهو وبارك إلى التخوف من تقرير مراقب الدولة، فالشعبية التي يتمتع بها نتنياهو لن تتضرر، كذلك لن يتهدد احتمال انضمام باراك إلى حكومة نتنياهو الثالثة المقبلة. لقد تحول الارتباط بين نتنياهو وباراك منذ زمن إلى حقيقة منتهية، وحتى في الليكود يقولون إن إيهود باراك هو، حتى إشعار آخر، وزير الدفاع المقبل. أمّا نتنياهو فقد أظهر التقرير فشله في عملية اتخاذ القرارات، وذلك في الوقت الذي بلغ فيه ذروة قوته السياسية، فضلاً عن تمتعه بشعبية استثنائية داخل إسرائيل وخارجها. وعندما تصف مجلة الـ "تايم" نتنياهو بـ "الملك بيبي" تصبح إخفقات سفينة "مافي مرمرة" غير مزعجة.