تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية: نظام الأسد لن يسقط قريباً
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·       ركز مركز الأبحاث السياسية في وزارة الخارجية الإسرائيلية، الذي يعمل أيضاً كمركز استخبارات، جل جهوده خلال العام الفائت على ما يحدث في سورية، ويشرف على هذا العمل أحد السفراء القدامى الذي سبق أن خدم في السلك الدبلوماسي الإسرائيلي مدة 11 عاماً في عدة دول عربية.

·       ومنذ أول يوم بدأ فيه المركز هذا الجهد، أكد المسؤولون في وزارة الخارجية أن نظام بشار الأسد لن يسقط قريباً، وأنه من المتوقع أن تظل سورية تنزف دماً فترة طويلة، لكنهم في الوقت نفسه شددوا على أن هذا النظام سيسقط في نهاية المطاف. وقال رئيس مركز الأبحاث في الوزارة دافيد فلتسر لصحيفة "يديعوت أحرونوت": "إن فشل الأسد في قمع التمرد الذي اندلع منذ عام ونصف عام يعني أن سقوطه بات حتمياً."

·       ومنذ البداية أوصى هذا المركز بأن تؤيد إسرائيل مطلب إسقاط نظام الأسد، نظراً إلى كونه جزءاً أساسياً من "محور الشر" الذي يضم كلاً من إيران وسورية وحزب الله، لكن من دون الإقدام على أي تدخل في شؤون سورية الداخلية. وأكد المركز أيضاً أن سقوط هذا النظام يخدم مصالح إسرائيل، ولا سيما فيما يتعلق بالمساعي الرامية إلى كبح البرنامج النووي الإيراني.

·       ووفقاً للمعلومات الاستخباراتية المتوفرة لدى هذا المركز، بلغ عدد القتلى في سورية حتى الآن أكثر من 16,000 قتيل، بينهم 1200 عسكري. وبلغ عدد المنشقين عن الجيش السوري النظامي 12,000- 13,000 جندي وضابط. ولا توجد في حيازة المركز أرقام دقيقة بشأن عدد المتمردين المسلحين، كما أنه لا توجد قيادة واحدة تركز جميع العمليات التي يقوم بها هؤلاء المسلحون. وبلغ عدد المعتقلين الذين زجّت السلطات السورية بهم في السجون 25,000 معتقل.

·       وتؤكد التوقعات لدى مركز الأبحاث في وزارة الخارجية، كما لدى سائر أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، أن سفك الدماء في سورية سيستمر ويتصاعد، وخصوصاً في ضوء عدم وجود أي خطة خارجية يمكن أن توفر حلاً شاملاً للأزمة في الأفق المنظور.

·       لكن في هذه الأثناء، يستعد الجميع لمرحلة ما بعد نظام الأسد، وفي مقدمهم حزب الله في لبنان، ويشمل استعداد هذا الحزب في ما يشمل السيطرة على وسائل قتالية متطورة موجودة في حيازة سورية ونقلها إلى لبنان، بما في ذلك صواريخ من طراز سكود، وصواريخ مضادة للطائرات وغيرها. ويبدو أن ما يمنع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من الإقدام على خطوة كهذه الآن هو التخوف من قيام إسرائيل بتدمير هذه الأسلحة.

·       وتؤكد آخر التقديرات الاستخباراتية في إسرائيل أنه على الرغم من الفوضى المستشرية في سورية، وعلى الرغم من فقدان نظام الأسد مزيداً من قدرته على السيطرة على البلد، إلاّ إن هذا النظام لن يسقط قريباً. وفي إطار ذلك يؤكد المسؤولون في مركز الأبحاث السياسية في وزارة الخارجية أن استقرار نظام الأسد يبلغ درجة 6 في سلم مؤلف من 10 درجات، وبالتالي فإن سقوطه ما زال بعيداً. ويشدد هؤلاء المسؤولون على أنه ما دام نظام الأسد يحظى بشرعية لدى الجيش، ولدى جزء كبير من أبناء الشعب السوري، ولدى كل من الروس والصينيين والإيرانيين واللبنانيين، سيكون في إمكانه الاستمرار في السيطرة على السلطة في سورية. غير أن هذا التقدير يمكن أن يتغير رأساً على عقب فقط في حال حدوث تدخل خارجي، أو وقوع حادث داخلي دراماتيكي غير مألوف مثل اغتيال الرئيس الأسد، أو اندلاع تمرد من جانب عدد من كبار الضباط العلويين.

بالنسبة إلى إسرائيل، يمكن القول إن الأوضاع الحالية في سورية لا تشكل خطراً عليها، مع ذلك فإنها تواصل مراقبة هذه الأوضاع عن كثب، وخصوصاً في ضوء ازدياد احتمال انتقال أسلحة غير تقليدية إلى يد منظمات "إرهابية".