ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية: إعلان التهدئة من جانب حماس سيُختبر وفقاً لتطبيقه على أرض الواقع
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

 

تعرضت عدة مدن وبلدات إسرائيلية في منطقة الجنوب الليلة الماضية إلى عمليات إطلاق صواريخ وقذائف هاون من قطاع غزة، وذلك على الرغم من الأنباء التي أفادت بأن حركة حماس بادرت إلى إعلان تهدئة أخرى، وأن هذه التهدئة دخلت حيّز التنفيذ في الساعة التاسعة من مساء أمس (الأحد)، في حين أعلنت "لجان المقاومة الشعبية"، في المقابل، أنها غير ملتزمة هذه التهدئة.

وردّ سلاح الجو الإسرائيلي على عمليات إطلاق الصواريخ هذه بقصف أهداف متعددة في القطاع.

واستمر إطلاق الصواريخ والقذائف من قطاع غزة على المنطقة الجنوبية طوال نهار أمس (الأحد)، بما في ذلك إطلاق أكثر من 20 صاروخاً من طراز غراد على مدينتَي بئر السبع وعسقلان [أشكلون]، وعلى بلدات المجلسين الإقليميين أشكول وحوف هنيغف، وقد تسبب سقوط بعضها بأضرار مادية وحالات هلع في صفوف السكان، في حين نجحت منظومة "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ قصيرة المدى في إسقاط معظمها.

ومساء أول أمس (السبت) تسبب سقوط صاروخين في بئر السبع بمقتل شخص إسرائيلي وإصابة أربعة أشخاص آخرين بجروح بالغة ومتوسطة.

وكان مسؤول رفيع المستوى في حركة حماس [أحمد بحـر] أكد في تصريحات خاصة أدلى بها إلى وكالة أسوشيتد برس للأنباء أن الفصائل الفلسطينية في القطاع اتفقت فيما بينها على إعلان تهدئة بدءاً من الساعة التاسعة من مساء أمس (الأحد)، مشيراً إلى أن هذا الاتفاق تم التوصل إليه في القاهرة بوساطة مصرية، وأنه جرى الحصول في المقابل على تعهد إسرائيلي بوقف الغارات على القطاع في حال التوقف عن إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على المنطقة الجنوبية.

وذكر الموقع الإلكتروني التابع لصحيفة "الأهرام" المصرية أن وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى وصل أمس (الأحد) إلى القاهرة لمناقشة موضوع التهدئة، ومحاولة إيجاد حل للأزمة الدبلوماسية بين إسرائيل ومصر، والتي اندلعت في إثر قيام الجيش الإسرائيلي بقتل 3 جنود مصريين في أثناء ملاحقته منفذي العمليات المسلحة التي وقعت بالقرب من مدينة إيلات الخميس الفائت.

وعلمت صحيفة "هآرتس" أن الجيش الإسرائيلي بادر أمس (الأحد) إلى تقليل عدد غاراته الجوية على قطاع غزة.

هذا، ورفض ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية أن يؤكد نبأ زيارة الوفد الإسرائيلي الرفيع المستوى لمصر، غير أن مسؤولين كباراً في هذا الديوان قالوا لصحيفة "هآرتس" إن إسرائيل مرّرت رسالة إلى المسؤولين في مصر فحواها أنها ستتعامل مع التهدئة التي أعلنتها حركة حماس على أنها خطوة أحادية الجانب، وستختبر مدى جديتها وفقاً لما يحدث على أرض الواقع.

من ناحية أخرى، نشر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر أمس (الأحد) بياناً أعلن فيه أن إبداء إسرائيل [على لسان وزير الدفاع إيهود باراك] الأسف على مقتل 3 جنود مصريين برصاص الجيش الإسرائيلي الخميس الفائت، يُعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح، وأن موضوع إلغاء أو تجميد اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل غير مدرج في جدول الأعمال في الوقت الحالي. ويبدو أيضاً أن هذا الأسف الإسرائيلي منع مصر من تنفيذ قرار كانت حكومتها اتخذته في نهاية الأسبوع الفائت، وقضى بسحب السفير المصري من تل أبيب.

وقال ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي لصحيفة "هآرتس" أمس (الأحد) إن تدهور الأوضاع الأمنية في شبه جزيرة سيناء يجب أن يدفع إسرائيل إلى إعادة النظر في الملحق الأمني لاتفاق السلام مع مصر، بشكل يفسح المجال أمام الأخيرة لزيادة عدد قواتها المرابطة في سيناء بصورة كبيرة.