يجب تغيير المقاربة الإسرائيلية إزاء ما يحدث في سيناء
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

 

  • لا شك في أن النتائج الصعبة التي أسفرت عنها العمليات المسلحة التي وقعت في جنوب إسرائيل أمس (الخميس) تطرح تساؤلات كثيرة فيما يتعلق باستعداد الجيش الإسرائيلي لمواجهتها كما يجب، ولا سيما في ضوء حقيقة أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي [شاباك] زوّد الجيش مسبقاً بإنذار محدد بشأنها.
     
  • وما يمكن قوله الآن هو أن قيادة المنطقة الجنوبية العسكرية ارتكبت خطأ في تقدير الموقف، إذ إنها اعتقدت أن الهدف الأساسي وربما الوحيد لعمليات كهذه هو اختطاف جنود إسرائيليين، كما أنها قدّرت أن تنفيذها يمكن أن يتم في الليل فقط، وبالتالي فإن تنفيذها في وضح النهار فاجأها للغاية. ولهذا، يتعين على قيادة الجيش الإسرائيلي أن تدرس هذا الإخفاق في أسرع وقت، وأن تستخلص العبر اللازمة منه لمواجهة عمليات مسلحة شبيهة في المستقبل.
     
  • وتُبين المعلومات الموجودة في حيازة الجيش الإسرائيلي أن أفراد الخلية التي نفذت العمليات المسلحة أمس (الخميس)، خرجوا من قطاع غزة، وأقاموا فترة طويلة في شبه جزيرة سيناء، وذلك بهدف جمع مزيد من المعلومات الاستخباراتية واختيار التوقيت الملائم لتنفيذ عملياتهم. وقد اختاروا يوم الخميس بالذات لأنه يسبق العطلة الأسبوعية في إسرائيل، والتي يتوجه في أثنائها سياح كثيرون إلى مدينة إيلات عبر المنطقة التي شهدت وقوع العمليات.
     
  • وتجدر الإشارة إلى أن هذه المنطقة شهدت في السابق عمليتين مسلحتين: الأولى في تسعينيات القرن الفائت وأسفرت عن مقتل 8 إسرائيليين، والثانية في سنة 2004، إلاّ إنها لم تتسبب بسقوط قتلى أو جرحى.
     
  • ومن ناحية أخرى فإن عمليات أمس (الخميس) كانت مركبة ومتعددة المراحل، ويرى بعض الخبراء المهنيين أنها تحمل بصمة حزب الله.
     
  • غير أن العبرة الأهم التي يجب أن تستخلصها المؤسسة الأمنية من هذه العمليات هي تغيير مقاربتها إزاء ما يحدث في سيناء عقب سقوط حكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك، وتخصيص جهود أكبر في مجال الاستخبارات. وثمة عبرة مهمة أخرى هي مطالبة مصر بأن تفرض مزيداً من سيادتها على سيناء، وأن تحارب العناصر "الإرهابية" المنتشرة فيها. كما أنه لا يجوز أن تنسى المؤسسة الأمنية موضوع ردع قطاع غزة، وضرورة استكمال إقامة الجدار الحدودي الأمني بين إسرائيل ومصر.